الأنانية صفة ذميمة, يحاول الإنسان أحياناً التفاعل مع مجتمعه و أصدقائه و يصل الأمر للعاطفة, فيضحي مما لديه لتقوية هذه الروابط و جعلها متينة.

في أحد الأيام و منذ سنوات طويلة, كان لدي صديق عزيز جداً حتى الآن, بعد أن تخرجنا من المرحلة الثانوية في القرية, ذهب صديقي للجامعة في المدينة و سكن في مهج الطلاب (سكن الطلاب) بالجامعة و قبلت أنا في فرع للجامعة قريباً من منزلي بالقرية.

المهم, كنت مشتاقاً للانتقال للمدينة مع صديقي لكي نعيش سوياً, فنحن أصدقاء منذ الطفولة, و لا يوجد أجمل أن تخوض تجارب مع صديق عزيز.

في الفصل الثاني, استطعت الانتقال للمقر الرئيسي للجامعة في المدينة, و سكنت بالقرب من صديقي في سكن الجامعة, و كنت في غاية الحماس و متلهفاً أن نخوض أنا و صديقي حياة المدينة بعيداً عن أهالينا.. فنحن نعرف بعضنا بعض.

لكن المفاجئة كانت صادمة جداً لي, و لا زالت حرارتها في قلبي حتى اللحظة, صديقي ترك سكن الجامعة و سكن مع أخيه في نفس المدينة, يقول: السكن خارج سكن الجامعة أفضل.

كان حديثه و كأنني مجرد صخرة أو عامود كهرباء, و لست صديقه الذي انتقل من القرية للمدينة للعيش بجانبه.

اكتشفت أنني متحمس أكثر من اللازم بقرار الانتقال, و صديق القرية و حتى الطفولة الذي تشعر بانسجام معه, ليس لزاماً أن يكون وفي معك لأخر عمرك, هو لديه حياته و مصالحه, و لا يآبه بك أبداً.

ساء الوضع بعد سوء درجاتي في الفصل الثاني, فقد تغيرت علي البيئة و الجامعة هنا موادها صعبة جداً.

تكرر لي نفس السيناريو في عدة مواقف, كان آخرها خطيبتي التي أردت أن أصنع حياة جميلة معها, إلا أنها تركتني و ارتبطت بزميل لها في العمل!

اكشتفت بعد تجربة طويلة, أن الإنسان يجب أن يركز على بناء نفسه أولاً, و يترك عواطفه جانباً, فالأصدقاء مهما زادت قيمتهم إلا أنه يتغيرون و غالباً يبحثون عن مصالحهم.

مما أود أن أقوله, الإنسان يكون كيساً فطن, يركز على بناء المرتكزات في حياته و يتخلى عن العاطفة أو التضحية من آجل الاخرين.

قيمتك كشخص, فيما تملك و تتقن. و بهاتصبح عنصر جذب لأفضل الأصدقاء و الأشخاص.

لا بأس لو كنت أنانياً لصالح نفسك.. المهم أن تعيش حياة كريمة مستقرة نتيجة جهدك و عملك.