صغيرتي..
أنا في حرب مع الحزن طوال الوقت، لا أنكر أنني أتناساه للحظات خلال يومي لكنه يبقى حاضرا دائما، و لا أعلم ما الذي ستؤول إليه حالتي، يبدو الغد ضبابيا معتما.
أخشى أن يصل الحزن ذروته و أن يأخذ روحي في أية لحظة و أنا لست على استعداد لذلك.. لم أقبل ضفائرك ، لم أرش العطر على فساتينك، لم أجهز لك وجبات المدرسة، لم أساعدك في واجباتك المدرسية، لم ألاعبك و لك أحك لك قصة ما قبل النوم.. حتى أنني لم أسمع منك كلمة "ماما" بعد. لا أريد أن أتركك الآن.
"لا أريد" تبدو العبارة غريبة علي، من أنا لأريد أو لا أريد ؟ من المسيطر ؟ من الذي يقرر ؟ الأم أم الحزن الذي يسكنها ؟
يفترض بي في هذه المرحلة من ترقب نهاية هذا النزاع، أن أقدم لك النصائح و الوصايا و لكنني لست أهلا لذلك، كل ما أستطيع قوله هو أنني أحبك كثيرا، أخبرتك بهذا سابقا و لا ضرر في أن أؤكد لك الأمر مرة ثانية.. أنت بطلتي الصغيرة القادرة على كل شيء، فلتعمي يا حبيبتي أن الحياة أكبر مني و من حزني و أن بها الكثير من السعادة و الخير و الفرح، كنت أجدهم سابقا في العمل و التعلم و العائلة و الحب.. قد أكون ضللت الطريق و لكن هذا لا يعني انتفاءهم. فلتبحثي عنهم و لتتمسكي بهم.
إن كتبت لي النجاة فسأكتب لك ثانية و إن لم أفعل فإن روحي ستبقى دوما حولك.
فلتسعدي.
التعليقات