عزيزي القارئ لقد عدت مرة أخرى لأجيب على تساؤلاتك الماضية و اشبع فضولك الجشع الذي يدور حول قصتي و على اللغز الذي تركته انا دون حل .
لقد ولدنا معا بذات الجسد لنكون كيانا واحد لا يفترق احدنا عن الاخر لم اعلم بوجودها اطلاقا ،و لم اعلم ان علاقتي معها سوف تؤثر بشكل جوهري على حياتي... لذلك لم اعرها ادنى اهتمام.
مع الوقت بدأت الحياة توجه ضرباتها بقوة ،حيث لم يتقبلني المجتمع منذ صغري بسبب شخصيتي الخجولة و اللطيفة ام يجدر بي قول انها كانت ضعيفة فلم اكن شخصا اعتاد على التواصل الاجتماعي فمنذ صغري كنت اقضي جل وقتي بالمنزل وندرت فرصتي للالتقاء بمن هم بعمري وكان التلفاز هو صديقي الوحيد، كنت اشاهد برامج الأطفال فأمتلئ عقلي بتك الأوهام الحلوة عن ان الحياه لا يتواجد بها الا لشخاص الطيبون وان الشر دائما ما يهزم من قبل الخير وانني بيوم ما سوف اصبح بطلا خارقا يساعد الأشخاص وينقذ الموقف يعيش حياة خفية دون علم احد بهويتي لأنني امنت ان الخير لا يحتاج لمقابل - هكذا ظننت وخاب ظني - لذا عندما كان يسألُني البالغين عن حلمي اخبرتهم اني اود ان أكون شرطيا يحقق العدالة ويمسك المجرمين وعند سماعهم لإجابتي كان الاستهزاء و الضحك هو ردهم علي ولكن ما ألمني اكثر كون هؤلاء البالغين هم عائلتي التي من المفترض ان تكون سندي وأول من يهم لدعمي فقط كما في برامج التلفاز التي كنت اشاهدها مر الوقت وهذا كان جرحي الأول.
وها قد حان موعد ذهابي الى الروضة لتكون تلك بداية حياتي المليئة بالأصدقاء الاوفياء و اللعب مع من هم بعمري لكن الصدمة كانت ان تلك كذبت أخرى اقنعني بها صديقي التلفاز فلم يكن الأطفال بعمري لطفاء كما ظننت لكن كانوا انانيين و يستمرون بالقيل و القال عن فلان وفلان وهذا شيء لم يفهمه عقلي الصغير الساذج .
مع اننا كنا بنفس العمر ولم اشعر قط بالتفوق على احدهم الا ان المعلمة كانت تشيد دائما بذكائي وكنت دائما ما أقول في نفسي ان هذا بسبب صديقي التلفاز و برامجه التعليمية لقد كانت هناك العديد من الأمور التي كنت أتمنى دائما القيام بها في طفولتي والتي لم استطع فعلها لبعض الأسباب فأحدها كان ركوب الارجوحة فالروضة التي كنت ارتادها كانت تمتلك ارجوحتان وعدد الطلاب كبير نسبيا ، كان الملعب مغلفا بسياج وكان يسمح لنا بالدخول اليه في أوقات محدده وكل مرة كنت اذهب راكضا اليها لعلي اصلها أولا وأتأرجح بها لكن كان الحظ يخونني دائما فكنت انتظر دوري في كل حصة للعب ظننا مني ان العالم عادل وان انتظرت دوري بنظام سأركب الارجوحة كانت كل حصص اللعب قد ضاعت وانا انتظر دوري عند تلك الارجوحة دون اللعب في مكان اخر مع مرور الوقت ادركت اني لن استفيد شيء بوقوفي هنا و الانتظار وكان ينطبق الامر ذاته على جهاز الحاسوب الذي كان يحوي على العاب الأطفال وقررت بالنهاية ان الامر لا يستحق خسارة كل شيء في كل مره وانه لا باس بان اتخلى عن شيء واحد (حتى وان كان شيء اردته بشدة) في مقابل العديد من الأمور الأخرى وهنا تعلمت درسي بتحديد الأولويات و تقديم التنازلات .
طرفة جانبية : كانت معلمتي دائما تسال ان ما كنت انام بشكل كافي ام لا لأني كنت غالبا ما انام في الحصص ما قبل انتهاء الدوام المدرسي و الغريب بالأمر انه عندما يسالونني عن محتوى تلك الحصص التي كنت انام بها كنت اجيبهم بدقة فيتعجب الجميع من اجاباتي
يتبع ...
هذا هو الجزء الثاني لقصة انا وحبي و الاني ارتأيت ان المعنى الكامل لن يصل بسهول لذلك قررت ان اكتب اكثر من جزء لأوضح تطور الاحداث بشكل ملائم وأسباب تحول الشخصية
اشكر اهتمامكم ....