وها هى الأيام مرت بحلوها ومرها وشقاؤها وأن كثر وسعادتها وأن قلت ، ودون مقدمات أتى هذا الزائر المنتظر رويدا رويدا يغزو شعرى يغيره من الأسود إلى الأبيض، كنت اظنة مجرد لون فضى يكسو الشعر ، أو كما يقولون وقار وهيبه ، لكن حينما تاملتة وجدت ان عمر هو الذى مر ، وسنوات عمرى وعنفوان الشباب أوشك على الرحيل ، وذاكرتى التى ملؤها الماضى بذكريات مؤلمة أتذكرها فتدمع عينى أو سعيدة أتذكرها فابتسم ، تذكرت من فقدت من أناس عشت معهم سنوات عمرى وكانو جزء منى فقدته حين غايوا، تذكرت من هم فى قلبى وكم أخشى أن يمر عمرى و اتركهم خلفى ، كنت أظن أن بعض الألوان أو الصبغات تعيد شعرى إلى الأسود كما كان ،لكن هيهات وأن غيرت لون شعرى كيف لها ان تغير أو تمحو ذاكرتي أو كيف تعيد عنفوان شبابي ، أو كيف لها ان تعيد لى قلبى الذى اضناة الزمن.