ما رأيكم بالزواج من جنسية مختلفة؟ هل هو مشروع زواج ناجح؟

إذا ركزنا على الجوانب الثقافية والعادات والتقاليد - بعيداً عن الجوانب القانونية - فالجنسية في حد ذاتها ليست بالعامل الفارق، فمثلاً ماذا تعني جنسية الزوجة الفلسطينية لرجل أردني؟ أو ماذا تعني جنسية الزوج البحرينية لامرأة قطرية؟

لكن لو أن مصرياً محافظاً تزوج مصرية متحررة ومنفتحة، ألن يشكل هذا تحدياً أكبر من زواجه بامرأة من جنسية أخرى لكنها تشاركه نفس الأيديولوجية والقيم والعادات؟

قبل حوالي 800 سنة قام يوسف بن أيوب (المعروف صلاح الدين الأيوبي) بنقل أجدادك من الحجاز إلى موطنهم الحالي، وفي الفترة الأولى لم يكونوا يتزاوجون إلا فيما بينهم، ولكنهم اليوم انفتحوا على العشائر الأخرى، فما هو السبب؟

الأمر يعود أولاً وأخيراً إلى طبائع الأشخاص واختلاف شخصياتهم، ولا توجد قاعدة واحدة تنطبق على الجميع. لكن بشكل عام لدي فلسفة حول هذا الموضوع شرحتها لامرأة تشيكية قبل بضعة أشهر عندما كنا نتحدث عن مسألة الفروق والقواسم المشتركة بين الشعوب.

قلت لها أنا شخصياً لا أؤمن بالهويات المبنية على أسس جغرافية .. فمثلاً العراقي آسيوي والصيني آسيوي .. لكن ما يجمع العراقي الآسيوي بالمصري الإفريقي أكثر بكثير مما يجمعه بالصيني! .. فلا يوجد شيء اسمه هوية آسيوية .. !!

وكذلك الأفارقة .. ما الذي يجعل الصومالي أقرب إلى النيجيري من اليمني الآسيوي؟ .. وهل القواسم المشتركة بين الأستراليين وجيرانهم الإندونيسيين أكثر من القواسم المشتركة بينهم وبين الإنجليز أو الأمريكان مثلاً؟!

وهل اليونانيين أقرب إلى الدانماركيين من الأتراك .. لمجرد أن اليونان والدانمارك كلتاهما في أوروبا .. أو لأن ملوك اليونان من أصول دانماركية ؟!!

أنا أؤمن بما أسميه "دوائر الهوية المتداخلة" ..

فأنا مثلاً أعتقد بأن القواسم المشتركة بيني وبين البروفيسور الكندي Jordan Peterson .. أكثر من القواسم المشتركة بيني وبين الماركسي العربي سمير أمين!

وأنا أستطيع أن أفهم نفسية رجل برازيلي (لأني رجل مثله) .. أكثر من فهمي لنفسية امرأة تونسية (مع أنها عربية)! .. وأستطيع تفهم مشاكل من ينتمون للطبقة الاجتماعية التي أنتمي لها - حتى وإن كانوا في قارة أخرى - أكثر من تفهمي لمشاكل الطبقات التي لم أكن جزءاً منها في يوم من الأيام .. حتى وإن كانوا جيراني! (على سبيل المثال .. عشتُ عدة سنوات في منزل بسيط يتكون من طابق واحد وست غرف .. وجارنا الملاصق كان وزيراً في حكومة تلك الدولة النفطية ويعيش في قصر فخم جداً يتكون من عدة طوابق وفيه عشرات الغرف الواسعة .. وطبعاً لم أكن قادراً على الإحساس بالمشاكل التي كان يعاني منها ذلك الجار الوزير في حياته اليومية .. في حين كنت أستطيع تفهم مشاكل من يعيشون مثلي ولو كانوا يبعدون عني آلاف الكيلومترات)

كما أن الاهتمامات والتجارب والخبرات المشتركة بيني وبين أبناء جيلي والقريبين من سني (حتى لو كانوا يتحدثون الفارسية أو اليابانية) .. أكثر من الاهتمامات والتجارب المشتركة بيني وبين الأطفال العرب!

فالعمر والجنس والطبقة الاجتماعية والأيديولوجيا والاهتمامات والخبرات .. كل هذا يلعب دوراً في تشكيل الهوية أكبر بكثير من دور الانتماء الجغرافي أو الإثني أو اللغوي.

لا أعلم هل هو الأمر بسيط، أم لأنني تربيت في عائلة معظمها زيجات من جنسيات مختلفة بدا لي الأمر كذلك !

بشكل عام أنا لا أرى في الجنسية عائق لزواج من شخصين طالما أن هُناك تفاهم بينهما، وكذلك هناك فرق بين زواج من جنسيتين عربيتين مثلًا وجنسيتين أوروبيتين؛ فالعرب لا توجد خلافات كبيرة في ثقافاتهم خاصة لو كانوا من نفس الدين .

على عكس الثقافة الغربية التي قد تختلف عن العربية، ولكن هذا لا يمنع أن هُناك أوروبيين لديهم عادات وتقاليد مُحافظة تتناسب مع العرب .

مسألة نجاح الزواج بشكل عام هي متوقفة على طبيعة الأشخاص والتوافق بينهما، ووجود أسس لهذه العلاقة كالإتفاق والإحترام والمودة

وهذا قد يحدث بين أبناء الجنسيات المختلفة، وقد لا يحدث مع من هم من جنسية واحدة .

الزواج هو الزواج سواء كان من بلدتك أو من بلدة أخرى، الفرق هو الشخص الذي ستود الارتباط له وعقليته! النجاح له علاقة بالشخص، فقد يكون الزواج من شخص من نفس الجنسية علقم وقد يكون علقمًا أيضَا من جنسية أخرى أيضَا!

الزواج عزيزتي قسمة ونصيب ،قد يفضل الشخص من داخل الدولة نفسها ولكن يكون النصيب خارجها والعكس صحيح

لكن برأيي الزواج من جنسية أخرى ليس بالأمر السهل وأرفضه تمامًا لعدة أسباب منها ؛ اختلاف الثقافة بين الدول ،وقد يُعتبر عائقاً أمام نجاح الزواج ، كما قد تختلف قوانين الزواج من دولة إلى دولة ، وهناك اختلاف العادات والتقاليد بين البلدين المختلفين، ليس هذا فقط عزيزتي ، هناك سبب رئيسي وأعتبره الأهم وهو البعد عن الأهل والأحباب ، كما لاننسى تكاليف السفر من دولة إلى دولة ومشاكل الحدود

سأقول لكِ تجربة واقعية ،قريبي يعيش في الولايات المتحدة الإمريكية متزوج سابقًا من إمريكية وقد أسلمت ،وقد حدث هناك مشاكل بينهما وبعد ثلاثة سنوات وإنجاب طفلين ،وقع الطلاق بينهما نتيجة تلك المشاكل كان من أسباب الطلاق م؛اختلاف العادات والتقاليد وغيرها من أسباب أُخرى

فالزواج من جنسية أخرى حتى لو كان له إيجابيات ،؛ لكن ليس بالأمر الهين فهو قد يتطلب مهارات تكيف إجتماعية وبناء علاقات إجتماعية جديدة ومن دول أخرى

أعتقد أن المشكلة ليست في الجنسية أو التفاهم بشكل عام، فقد تكون الجنسية مختلفة لكن الثقافة متشابهة "مثل ثقافة بعض الدول العربية"، لكن إذا كانت الجنسية مختلفة والثقافة مختلفة كذلك.. يتوجب توفر عقليات معينة من كلا الطرفين "تقبل الاختلافات لكي ينجح الزواج".

أما إذا تحدثنا عن وجهة نظري الشخصية أعتقد أن الأمر صعب، وليس فقط بالنسبة للثقافات والاختلافات، بل لأنه يجب على المرأة (وأحيانا الرجل) ترك عائلتها وبلدها وكل شيء خلفها وتغير حياتها بأكملها لكي تبقى مع زوجها أو العكس، وهذا الأمر صعب جدا، ومن يقول أن وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على تقريب الأشخاص وقد تحل كل هذا المشكل، فأنا لا أجدها كافية أبدا.. إذا أصاب أحد من العائلة مكروه كيف ستعرف وتلحق؟

أعرف أحدهم تزوج من فتاة من بلد غير بلده وقام بالتضحية بكل شيء "بلده، عمله، عائلته، بيئته..."، وانتقل للعيش في نفس بلدها، كانت قصته سيئة جدا فقد هجرته وأخدت ابنته "القوانين في طرفها" ولم يستطع القيام بأي شيء.

اختلاف الثقافة قد يكون عائق . و لكن اذا وجد التفاهم سيكون ناجح بالتأكيد

دائما ما يخطر على بالي هذا الأمر...

أرى أن أهم شيء في الزواج التفاهم والتوافق والقبول، وإن وجدوا فما عدا ذلك يتيسر ولله الحمد.. لكن ما يخطر ببالي عند ذكر هذا الموضوع ليس اختلاف بيئة التنشئة ولا العادات ولا التقاليد ولا أي من هذه الأمور..

ما يخطر على بالي دوما إن تعارفنا ببلد آخر غير بلاد كلانا الأصلي، فإلى أين سنعود! إي مكان سيكون وطني؟ أم أن الوطن سيتغير مفهومه لدي ليكون أي مكان تقطن به عائلتي الجديدة؟ أين سيكون استقراري النهائي

قد يبدو الأمر غريبا لكن دوما ما أفكر به كوني مغتربة عن وطني الأصلي... لا يفرق معي أي أمر آخر سوى هذا الأمر إن تحقق القبول والتوافق وكانت كل الأمور الأخرى ميسرة بالطبع...

المشاكل القانونية هي أكبر الأشياء،

لولا الدويلات السَّيْكس بيكوية لكان الأمر سهلا.

وتبقى نفس المشكلات مع الدول الأخرى.