كنت أتساءل كثيراً عن السبب الذي يجعلني أتراجع عن فكرة الانتحار في اللحظة الأخيرة، أتراجع عن أمر ربما أكون قد خططت له منذ عدة أيام وربما أسابيع، كنت أعتقد في بادئ الأمر أنه الخوف الطبيعي من الموت، ولكنني مع الوقت أكتشفت بأن هناك شيء أكبر يغذي الخوف، فلا يكون الخوف من الموت وحدة هو الدافع للتراجع، إنما الخوف من أنني لم أعش حياتي أبداً، ولدت بإضطراب نفسي عانيت منه طوال حياتي وهو ما يدفعني للموت الآن، حدثت أحد الأصدقاء عنه يوماً وعن رغبتي في العلاج وأن الموضوع يعتبر شبه مستحيل لي لأن التكلفة عالية جدا، ولكنه نظر في عيني مباشرة وقال لي أعمل حتى تستطيع توفير تكلفة العلاج حتى وإن أحتاج الأمر منك سنوات، لا تستلم لأن الفرصة لم تتسنى لك بعد لتعيش حياتك، لقد عشت حياة أخرى لا تمثلك ولكنها ليست حياتك، أصمد وقاتل من أجل أن تعيش حقاً…
يدفعني الخوف من أموت وأنا لم أعش، من أن أموت وقد كُنت كل شخص أرادني من حولي أن أكونه، ولكنني لم أكن أبداً أنا…
هذا هو ما يدفعني للتمسك بالحياة عندما يكون الموت قريباً مني جداً ولا تفصلني عنه سوى خطوة واحدة…
ما الذي يبقيك على قيد الحياة؟
ما الذي يجعلك تستيقظ كل يوم؟
ربما تكون إجابة أحدكم هي الفكرة التي تنقذني من هذا المكان المظلم.
التعليقات