اعتقد ان عمر الثلاثين بالمتوسط ، هو أفضل عمـر يمكنك أن تخلد فيه
الثلاثين بداية الكهولة .. هو وقت تكفّين فيه بالتعامل مع الحياة بمنطق ( التمرّد الدائم ) أو منطق ( الطاعة المطلقة ) .. وتبدأي بأن تكوني أكثر هدوءً وفهماً للواقع وللآخرين ولطبيعة الحياة نفسها .. في نفس الوقت انت في إمتداد الشباب ..
يعني مزيج من نضج + قوة + قدرة اسرع على التعلم + خبرات أوسع في الحياة ..
كهُــل الشخصُ أي صارَ كَـهْــلاً .. جاوز سن الشباب ولم يصل للشيخوخة ، ما بين الفتوّة والضعف ..
الأمور تصبح أفضل عندما تكتهل .. فهمًا وعقلاً ونضجاً وتصرفًا..
لا يوجد عيوب تقريباً في هذا العمـر الا انك تتذكرين طوال الوقت انك وصلت لمنتصف العمـر ، وهذا ليس عيبًا بإعتبار أنك افترضت من البداية الخلود لصاحب هذا العمـر :)
وطبعاً لكل انسان استثناءاته .. قد تجدين شخص ثلاثيني يعيش حياته كمراهق في الثالثة عشر ، ومراهق في الخامسة عشر يعيش حياته بنضج شخص ثلاثيني .. هو أمر متعلق بطبائع البشر عموماً ، ولكننا نتحدث عن الأمر الشائع
فهل أتوقف هنا وأستمر في ندب حظي؟ والخوف من بلوغ الأربعين، لأجد نفسي في النهاية قد وصلتها ومازلت كما أنا؟ أم علي أن أومن بأنه يمكن أن أزهر حقا في الثلاثين وأبدأ في العمل.
مهم أن يحقق الانسان أشياءً عظيمة قبل ان يصل الى الثلاثين ، نعم ..
ولكن هذا لا يعني أبداً ان الوصول الى الثلاثين ، دون تحقيق أية إنجازات .. يعني أن الحياة انتهت ..
عدد هائل من الذين حققوا انجازات كبرى في حياتهم المهنية والابداعية حققوها بعد الثلاثين .. المشكلة اننا فى عصر يحض بشدة على السرعة والانجاز السريع بشكل أكثر من أي وقت سبق .. وبالتالي ، وصولنا للثلاثين ، دون انجازات كبرى .. نقابله بخيبة امل وشعور كامل بالانسحاق ..
رأيي، ان هذا العمــر يحتاج اكثر مايحتاج هو التركيز على الاهداف الاساسية بعد انهيار صرعة الشباب والشهوة والمراهقة .. التركيز على ما يجلب السعادة فعلاً ، وبالتالي العمل عليه .. تكوين اسرة ، عمل خاص ، اختراقات وظيفية مميزة .. الخ
ربما أفضل الحلول هو التغيير التدريجي .. قدم مغروسة في المجال التي تُتقنيه في الوقت الحالي، وقدم اخرى تحاول ان تتسلق بها مجالاً آخر يُمكنك من الوصول إلى بعض الحرية المالية، على أمل الا تسقطين من كليهما بسبب سوء توزيع المجهود.
التعليقات