كثير منا تمر حياته سدى دون أن يدرك أهمية الوقت ويخوض غمار الحياة وصعوباته دون أن ينظم وقته، بل وقد يفنى عمر الإنسان دون أن ينظم وقته ولم ينجز كل ما يخطط له، تاركاً الأمر لغيره لإكمال المسيرة من بعده وهنا تأتى أهمية إدارة الوقت وهي عملية التخطيط وممارسة التحكم الواعى في الوقت الذى يقضيه الفرد فى إنجاز المهام الكثيرة بهدف زيادة فعاليته وكفائته وإنتاجيته .

وإدارة الوقت هي علم إدارى يدرس بالفعل وليس هدفها إنجاز المهام فحسب، بل ترتيبها من حيث الأولوية وتنفيذها وفقاً لهذه الأولوية فى المقام الأول ولذلك فإن إدارة الوقت تعد ذات أهمية بالغة نظراً لأن الإنسان يجد أمامه كما كثيراً من المهام فى معظم الأحيان فالعبرة هنا تقسيمها ووضعها فى جدول زمنى وليس السير عشوائياً .

كل ذلك منطقي وجميل جدا وكلنا نعرف أن إدارة الوقت هى علم يدرس بالفعل لما للوقت أهمية فى حياتنا .

إلى أن قرأت عن إدارة الانتباه وعلمت أنه بظهور هذا العلم انتهت فعالية إدارة الوقت وأصبح علماً منتهى الصلاحية ففى هذه المساهمة سأجعلكم تدركون كيف تم هذا التحول ولكن أولاً دعنا ندرك بعض المفاهيم البسيطة عن إدارة الإنتباه .

فالانتباه كمفهوم هو أداة عقلية فعالة وقوية من شأنها خلق السلوك وأيضا تشكيل الأفكار والخبرات المختلفة ويقال أن انتباهنا يحدد الخبرات التى تحصل عليها والتي بدورها تحدد الحياة التي نعيشها مما يعنى أنه من الضرورى أن نتمكن من التحكم في انتباهنا، وهو ما يعرف باسم "إدارة الانتباه"، من أجل السيطرة على حياتنا. 

 ويمكن تعريف عملية إدارة الانتباه بأنها التحكم في الإلهاءات وزيادة التركيز، بحيث يكون في إمكاننا إطلاق العنان لعبقريتنا، وهي تتمثل في القدرة على إدراك الأمور التي من شأنها أن تسرق انتباهنا أو التي من المحتمل أن تشتت الانتباه، والتركيز بدلاً من ذلك على الأنشطة أو المهام التي تختارها. 

أي أنه بدلاً من السماح لمصادر الإلهاء بأن تشتت انتباهنا، فإننا نختار الأمور التي نوجه إليها تركيزنا في أي لحظة، وذلك بناءً على فهم لأهدافنا وأولوياتنا. 

ومفاد هذا العلم الإدارى الجديد أن إدارة الوقت لم تعد صالحة حالياً بشكل كامل أو جزئياً بسبب كم الإلهاءات التي نتعرض لها يومياً فى حياتنا الأمر يعصف بالجداول الزمنية لإدارة الوقت التى أخذنا وقتا كبيراً لترتيبها ويمر اليوم تلو اليوم الأخر دون إنجاز هذه المهام رغم أننا أعددنا الخطط والجداول الزمنية ولكن كم الالهاءات لانهائى .

وهنا يأتى دور إدارة الانتباه في كبح جماح الانسان عن الالهاءات وتوجيهه لتحقيق المهام الخاصة به دون إخلال فى عصر التكنولوجياً والمهام والصعوبات التى لا تنتهى .

أتطلع أن تشاركونى أرائكم حول الموضوع ..

هل تتفقون معى بأن علم إدارة الوقت قد انتهى أوانه ليحل محله علم إدارة الانتباه؟