سؤال لطالما تردد في ذهن رواد الأعمال الجدد، فهل من الممكن أن نطلق مشروعنا أو شركتنا الناشئة في وقت الركود الاقتصادي أو المناخ العام المتردي أو حتى وقت الأزمات والكوارث؟، وهل هناك مواسم أفضل من مواسم؟، وهل تلعب القوى الشرائية للمواطن دورًا في توقيت الانطلاق؟، أما أن السوق وطبيعة المنتج والزبائن المحتملين هم من يحدد التوقيت؟
للإجابة على تلك الأسئلة دعنا نستعرض بعض السناريوهات التالية: -
- السناريو الأول على افتراض أن هناك وقت أنسب من غيره، أليس من الممكن إن تأخرنا في عرض منتجنا أن يتقدم آخرون ويحوزوا على حصتنا السوقية، ووقتها سنضطر لبذل جهود مضاعفة وكبيرة كي نتفوق عليهم وقد قطع المنافسون شوطا لا بأس به.!!
- السيناريو الثاني على افتراض أن منتجنا متعلق بموسم معين كرمضان أو الأعياد أو المناسبات على تنوعها، وكان المنتج يلقى رواجًا كبيرًا في هذه المواسم دون غيرها كالهدايا وأدوات الزينة المرتبطة بتوقيت معين فهل من الصواب أو حتى المنطق السليم أن ننتظر بعد انتهاء المواسم لنعرض منتجنا؟
- السيناريو الثالث الوضع الاقتصادي صعب والبلد تمر بأزمة كبيرة كجائحة كورنا مثلا، فهل من الممكن أن نستغل ذلك الحدث ونتقدم إلى السوق بسرعة خصوصًا لو كان منتجنا منتج طبي كالكمامات أو حتى أدوية زيادة المناعة والفيتامينات وصولا إلى المعقمات وأدوات التنظيف بشتى أنواعها، لا شك أن الانتظار هنا سقطة اقتصادية وفرصة ضائعة، وكم أعرف من الريادين من استغلوا تلك الأزمة؛ فتحولت المحنة إلى منحة ليصدق المثل القائل "مصائب قوم عن قوم فوائد".
- السيناريو الرابع الوضع الاقتصادي طبيعي والعملة الوطنية مستقرة فما التوقيت الأنسب لنطلق شرارة البدء ونصدر منتجنا إلى السوق؟، لا شك هنا أن الإجابة تعتمد على مدى تحضيرنا للمنتج والزخم الذي يصاحب انطلاقته من إعلانات ترويجية والجودة التي يتمتع بها المنتج وحاجة السوق فضلًا عن السعر المنافس لمثيلاته (المنتج) المعروضة في السوق.
من السيناريوهات السابقة يتضح أن الإجابة نعم ولا، نسبية بامتياز، وبمعنى أكثر دقة هناك عوامل عدة تحدد التوقيت الأنسب لانطلاقة المشروع الناجح، وعرض المنتج في السوق منها:- طبيعة المنتج، فرصته المتوقعة، حالة السوق، الزبائن المحتملين، مقدار المنافسة والجودة وعليه فالأمر برأيي ما هو إلا تقييم موضوعي لتلك العوامل مجتمعة مع اقتناص الفرصة المناسبة؛ كي يكون عرض المنتج بالسوق قويًا وموفقًا وأكثر قدرة على المنافسة وتحقيق الأرباح.
التعليقات