كيف لي أن أعيش في هذه الأرض لم أعد اتحمل لذتها ومرها، أرى الأشياء بلون واحد. حتى أنني لم أعد اشعر بأنني حزينة كالسابق وكأن الحزن أستوطن روحي فأصبح جزء من كياني. أكثر ما يقلقني هو أنني سأواصل مسيرتي في الحياة لأكثر من 20 سنة أنه حقا عمل مرهق!!!. فقدت حماسي ونشاطي في اليوم الجديد ، جّل تفكيري متى سأعود الى فراشي حتى لا أسمع لبشر سوى سماع تنفسي ونبضات قلبي وبعض من الموسيقى التي أفضلها ولا أرى بشرا سوى سقف غرفتي الذي حفظت تصميمه. عندما أواجه نفسي للمرة التي لا تحصى وبعد سماع مقطع فيديو متكرر كئيب يتكلم عن التفاؤل، أود أن انخرط في المجتمع مرة أخرى وأترك المكان الذي احتضنني طوال فترة وحدتي. لا أجد صعوبة في التعرف على أشخاص جدد حقا على الرغم بأنني أفقد التواصل الاجتماعي لفترة ولكنني لا أفقد مهارتي. أستجمع كامل طاقتي في التحدث والابتسامة والسماع وأيضا المجاملة فقد تتطلب بعض المواقف القليل من المجاملة. وابدا في طريقي للتعرف واستقصاء والتقرب للأشخاص، بعد التصفية تبدأ المرحلة التي عادة أتدمر فيها وتستنزف طاقتي. تكون هذي المرحلة مليئة بالخيبات لأنني أصنف بعض الأشخاص بمكانة خاطئة لا يستحقونها. تأتي المرحلة التي تليها وتكون بعدد أشخاص اقل ويكون تركيزي أعلى معهم. في هذه المرحلة عادة أكون فاهمة شخصياتهم ولكن أترك المجال لهم حتى يأكدوا الذي في خلدي. وتمر الأيام ثم أكتشف ان الأشخاص الذين درستهم وقدمت لهم طاقتي المتهالكة لا يفهموني. يا لها من صدمة تنهش بقايا مشاعري الخامدة. أعود الى موطني الذي احتضنني في وحدتي سابقا فأشعر بالأمان النفسي بعيدا عن المجتمع. أستلقي في فراشي وأغمض عيناي ومن ثم أعود لسماع تنفسي ونبضات قلبي مع تلك الموسيقى التي رافقتني.