لطالما ظننت ان الابداع بدون الهام لا قيمة له , حتى قرات احدى المقالات التي وضحت لي مقدار الخطا الذي وقعت فيه ,

فالابداع ليس مجرد النظر الى كل ماهو عادي بطريقة غير مالوفة وعادية , انه تعب وجهد , دموع تسيل وجروح لانهاية لها , يقول احد العلماء -الذي لااذكر اسمه - الابداع 99 بالمئة عرق جبين وواحد بالمئة الهام .

اما الالهام فهو ومضة تسطع بعقلك في فترة ظالمة وانقطاعه لايعني توقف الحياة . فيمكنك ان تكون مبدعا وانت لاتعتمد على الالهام - احيانا

فلكي تبدع عليك ان تتعب , ان تبحث وتقرا وتخاطر , وتدع المعلومات المكدسة بعقلك تسبح وتطفوا اينما ارادت حتى ياتي الوقت المناسب لاخراجها

فلو لدينا كاتبين كلاهما بنفس درجة الاحتراف , غير ان احدهما ملم بتاريخ دافنشي ورسومه ,

بالطبع لو وضعنا امامها لوحة من لوحاته قد يبدع الاثنان في البداية ويكتبان قصة رائعا استنادا الى اللوحة وجمالها ولكن في لحظة سينقطع الهام الاول ويقف مكانه حائرا , اما الثاني فبالمعلومات التي يعرف يستطيع استدراك نفسه ونسج صور عديدة تحفز الكلمات داخل عقله .

بالطبع الالهام له ندور كبير في عملية الابداع , فكم من نظرية تاسس عليها العالم الان كانت قديما مجرد نجمه لامعة في راس عالم ما .

ولكن لناخذ المثال الاول دافنشي , انه رسام مشهور للغاية ولايزال يشهد له بالبراعة ليومنا هذا , ولاتزال رسومه مليئة بالالغاز التي تعذر حلها .

هذا الرسام العبقري لم يكن يجلس في الحقل وينظر للسماء حين قرر رسم الموناليزا او جدارية العشاء الاخير , بل لقد كان عالما نابغا , ميالا للبحث والتعمق والسؤال ,

فاضافة الى براعة اانامله وسعة خياله , كان يجيد بعض العلوم , ويكتب بطرقية مقلوبة ولقد تعرف على التاريخ والديانات واسرارها .

لكن لنفترض انه لم يفعل اي من ذلك وظل بمكانه يتعلم الرسم , ربما كانت رسومه لتكون بنفس الجمال , ولكن لم يكن ليكون لها اي معنى, وقس على ذلك باقي العلماء والمبدعين المشهورين كالبرت اينشتاين وارسطوا وغيرهم.

اذا الالهام نجمة تسطع فجاة لكنها تغيب طويلا بينما الابداع بيديك انت , ان اردت ان تكون مبدعا باي مجال تريد فانهض وامسك القلم والكتاب