أن من يريد أن يكتب سطراً فإن عليه أن يقرأ بالأول صفحة واحدة تتعلق بموضوع السطر الذي سيقوم بكتابته، فهو هنا يجدد الدعوة لكم بقوله تعالى (اقرأ) بل وسيوضح لكم كيف تتحول القراءة إلى ذخيرة لا تنفد للكتابة.

لدى توجهكم للمكتبة التي ستشترون منها مراجعكم، ويقصد بالمراجع هي إما كتب المعارف أو البحوث العلمية المحكمة أكاديمياً، قد تلاحظون بحسب بعض الدول وبعض الموضوعات المراد الكتابة والتأليف حولها من حيث التوفر من عدمه، وأسوق لكم مثالا على ذلك تعايشت معه شخصياً ( في الوقت الذي كنت أبحث عن كتب خاصة بالتدريب سواء باللغة العربية أو الإنجليزية ) لم أتمكن من إيجاد كتباً كتبت باللغة العربية بكثرة أو وفرة أو تنوع الكتب اللي كتبت باللغة الإنجليزية، كما وأنني لم أجد إلا في مدينة واحدة فقط من بين عشرة مدن عربية، تتوفر وتتنوع بها أحدث ما كتب عن التدريب باللغة الإنجليزية.

وهنا أسوق لكم لطيفة من لطائف الكتاب والمؤلفين، وهي أن الكتاب الواحد المؤلف يحتوي على ما لا يقل عن عشرين مرجعاً والبعض منهم يتجاوز هذا العدد ليقفز إلى خمسين مرجع ويتعداه إلى سبعين مرجع.

أردت من إيراد هذه اللطيفة إلى أن استرعي انتباه القراء الكرام، وهو أنه حتى تقرؤا كتاباً ما، وقعت عدد صفحاته ما بين المائة والخمسين بعد المائة، فإن كاتبها اعتمد على عدد غير يسير من المراجع، وهنا استحفظ انتباهكم إلى نكته (- كلما كانت مراجع الكتاب الذي ستشترون قليلة، كلما قل الطرح العلمي في نفس الكتاب -) لعلكم تعمدون بعد ذلك لاختيار أدق ومعايير أعلى.

كيف نضع هذه المعايير إذاً؟

هنا أعرض لكم استراتيجيته لوضع معايير اختيار للمراجع للقراء الكرام، إلا أنه لا يطالبهم بأن يأخذوا بها أو حتى يقتنعوا بها.

المعيار الأول (الميزانية المقررة لشراء المراجع):

وهذا يعني أن مبلغا تم رصده مسبقا لهذا الغرض، سواء كان قليلاً أو كثيراً يجب الالتزام به.

المعيار الثاني (الحد الأدنى والحد الأعلى لعدد الكتب):

وهذا يعني وزن ما ستحمل وتسير به أو تنقله عبر المركبة إلى المسكن.

المعيار الثالث (أعلى نسبة موافقة مواضيع بين ما في الكتاب وبين ما ستكتب):

شخصياً أذهب إلى نسبة تصل إلى خمسة وسعبين بالمائة نسبة توافق وتوائم موضوعات.

المعيار الرابع (تاريخ النشر والطبعة والناشر):

لأن الذي كتب في العام 2003 جاء بعده من يغيره في العام 2013

المعيار الخامس (خبرة مؤلف الكتاب):

خبرة المؤلف أو الكاتب المساندة للموضوع المطروح في الكتاب، حينما نقرأ في التدريب لكاتب هو بالأساس مدرب خاض تجربة ثم قام بتنظيرها ليس كمثل الكاتب الذي قام فقط بالتنظير دون أن يكون قد خاض تجربة التدريب بشكل عملي.

المعيار السادس (الملكية الفكرية وقيد إشاعة الفكر):

بعض الكتب، يكتب مؤلفها صراحة ( بعدم السماح بالأخذ من الكتاب دون أذن خطي مسبق ) وهذا يعني أنك إذا أردت أن تقتبس من هذا الكتاب تحديداً فإنه يجب عليك أن تعتمد على ذاكرتك في الحفظ والنقل دون أن تكتب مطابقة لما ورد في الكتاب بل تعتمد على فهمك ومفرداتك في نقل فكرة الكاتب في حال لم تقدم له طلب الأذن بالاستخدام.

هل يعني أنه يجب الالتزام بالمعايير الستة أعلاه؟

برأي يمكنك عدم الأخذ بآرائي، إلا أنه يمكنكم إيجاد معياراً أو أكثر من نسج أفكاركم قد تكون معاييركم أكثر أو أقل، إلا أنها من المؤكد أنها ستحقق جودة عمل كتابي وهي الخطوة الأولى في تصميم الدورات التدريبية.

كيف نقرأ، وكيف نستخرج المعلومات، وكيف نعيد كتابتها، وكيف نقتبس اقتباساً علمياً ومتى نمتنع عن الأخذ جملة وتفصيلاً وكل ذلك وغيرها سنتناوله بشيء من التفصيل في المقالات القادمة.