نسمع كثيرا عن عملية تعليمية شهيرة، مستقلة، ومجانية، قائمة على جمع واقتناء مقاطع الفيديو التعليمية من على منصتي اليوتيوب، ولينكد إن، وربما من تيك توك أيضا. هناك من ينصح دائما أن كل شيء تريد تعلمه، يمكنك تعلمه مجانا من على اليوتيوب، وبالتالي، لا داع لوجود منصات مثل ألمنتور (التي أتاحت لي شهر تجريبي ورفضت تكراره)، ومثل أكاديمية حسوب.

أنا لا أرفض مسألة المقاطع الغير مجانية، لأن العملية التعليمية عملية صعبة ومرهقة، طالما تحدث، يصبح المال حلال في أي جهة أو منصة قد تكون سببا في تعلمي مهارة جديدة، بل وإتقانها. لكن لو كان هذا متاح، بالمجان، طيب، ما الذي يمنع، بل ما الذي يعطي المنصات المدفوعة مشروعيتها؟.

أجيب عن ذلك، بثلاث خصائص أساسية، تتميز بها تلك المنصات التي تقدم محتوى مجاني أولا، ثم تدعمه بمحتوى مدفوع لمزيد من الامتيازات، يعني لا تأتي لمقدم دورة تعليمية أو كورس يعدك بالكثير من الأشياء، التي لم تراها في أي محتوى مجاني له. أنت يجب أن تصنع ثقتك في مقدم الخدمة بنفسك، مع الوقت، والصبر، والأهم من ذلك، مع تحقيق نتائج مفيدة فعلا من المحتوى المجاني، كل ما في الأمر أن الفائدة سوف تصبح مضاعفة، أو سريعة، مع المحتوى المدفوع.

ثلاث خصال رئيسية، لو توفرت في المحتوى المدفوع، فإنه يكون مؤهل على درجة عالية، لتقديم محتوى مدفوع، بعد المحتوى المجاني بالطبع:

الأولى، هي الجانب التطبيقي، فأغلب الدورات تكون نظرية، أو عمومية جدا، هناك من يعطيك نصائح أو دروس مبنية على خطوات مجرّبة بالفعل، بل وقد يخاطر بأن يفشي بعض أسرار خلطته السحرية للنجاح، لأننا ورغم كوننا في سوق حرّ، لكن لا ينبغي أن يعرف منافسيك استراتيجياتك الخاصة للتفوق عليهم.

الثانية، هو الجانب التفاعلي، أغلب المحتوى التعليمي يكون عبارة عن قوالب جاهزة للنقل أو الحفظ، صور كانت، نصوص، أو حتى مقاطع فيديو، لا يمكنك التفاعل معها سوى بحدود مسموح بها، مثل القص واللصق، الإيقاف والتشغيل، إلخ. لكن لا يمكنك مثلا مقاطعة المحاضر لسؤاله عن تفصيلة فاتتك، أو لم تفهمها جيدا. لا يمكنك أن تطلب منه المزيد، أو تجاوز مسائل أنت تفهمها جيدا كما يحدث مع اختبارات تحديد المستوى.

الثالثة، هو الجانب التوثيقي، أنا مثلا، لا أدعي إني رجل أعمال، ولا حتى أمرأة، فما بالك برائد أعمال، مع ذلك، أنا أتمتع بعقلية ريادية أتت ثمارها مع الآخرين، فكان خيري لغيري، بشكل يبدوا مسموحا به كالنصيحة أو الاستشارة أو حتى الاقتباس أو التخاطر. وبشكل سافر مثل سرقة الأفكار مباشرة، والزعم بتطويرها. وهذه النقطة صالحة للمدرب وللمتدرب / المعلم والطالب على حد سواء، فأثناء طرح أفكارهما على طاولة النقاش، قد يدين أحدهما للآخر بالفضل له في مشروع ما حقق نجاحا.