ماذا يعني تعليم؟ هل هو مجرد الحفظ ثم لصق ما حفظناه في ورقة مخيفة جداً جعلت الكثير يسهر او لا ينام او يتخذ اساليب غير صحيحة مثل الغش فماذا يعني تعليم هل هو ما هرب منه الكثير فكان أنساناً لا يعرف إلا القليل وقد يصدق اي شيء بلا معرفة أولية لمهارات اخرى ومنهجيات تؤدي به لمعرفة من أين يستقي المعلومات وقبل كل هذا لماذا نتعلم فأكثر ما صرخ به الطلاب في المدارس "مالذي سيفيدني به هذا في حياتي العملية" ليكتشف فعلياً انه لم يفيده في حياته العملية وأن الأمر كان كمن يتعلم كيفية صنع مكوك فضائي بل أشد تعقيداً ثم ينسى كل هذا بعد حادث سير انساه المعلومات فلماذا نتعلم؟ لحظة انا أقصد التعليم في العالم العربي الذي كنت انا جزءاً منه وأنت كوننا كنا طلاباً في السلك التعليمي فعليناً أن نرى أنفسنا كطلاب مرة أخرى لنفهم أنه يستحيل أن كل ما تعلمناه كان ذو فائدة علينا الان خاصة الان مع التطور الرقمي لا يتوقف الأمر هاهنا أين هي المعامل واين هو أهتمامنا بالمتفوقين او الموهبين؟ بل اين هو نتاج هذا الإنفاق الفلكي على التعليم فكم عربي أخترع مكوك فضائي واين الفيزيائي المتخصص في علم الفلك الرصدي؟ لن يتواجد هذا العربي الا بعدد قليل وإن وجد بالتأكيد بسبب التعليم الذاتي او تعلم في أرض غير عربية، وهذا بسبب اننا الى والى الآن يتم تعليم الطالب فقط الفيزياء النظرية وغيرها من العلوم التي حرفياً يمنعون عنا وصولها الى الأكفاء العرب، وفي دراسات عدة احصائية لم يروا ان العرب متفوقين في معدلات الذكاء ولكي نكون قليلاً منصفين هذا يعني عدم مرور العرب او قلة مرور أسمائهم في صفحات التاريخ العلمية ببساطة حرق مكتبة بغداد الى الان لم يتوقف العملية لم تتوقف الحروف العربية في المجتمع العلمي تتلاشى الا طبعاً التي تكتب نفسها مراراً وتكراراً، لذا لا نلقي كل اللوم على المتعلم بل التعليم نفسه ان التعليم هي العملية والمتعلم هو المستثمر به لبناء مجتمعات ولصيت عربي وعلمي وثقافي يسمع صداه الى الأبد وهذا سيتم فقط ان اعترفنا بأننا نواجه مشكلة وبالتالي نحلها بليلة وضحاها؟ لا طبعاً باستثمارات كبيرة جداً وعقول نيرة ومحاولة تتلو محاولة لذا علينا أن نقر وبلا شك ايضاً ان التعليم ليس مجرد الحفظ والاستظهار، بل هو عملية أشمل لتنمية المعارف والمهارات والقدرات الفكرية للطالب ببساطة هي عملية لأعطاء الأنسان دوراً مهماً ابدياً كبيراً ويجب أن يكون هدف التعليم هو إكساب الطلبة القدرة على التفكير النقدي والتحليل والاستنتاج، بدلاً من مجرد حشو أذهانهم بالمعلومات وهذا حتى لا يتم نسيان شيء فيكون الوجود كالعدم و أن نقر أيضاً أن غياب الجانب العملي والتطبيقي في التعليم يؤثر كثيراً في تنمية الواقع المعرفي خاصةً في العلوم والتقنية لذا من الضروري توفير المختبرات والمرافق اللازمة لتطبيق العلوم وتنمية المهارات العملية لدى الطلبة وان تصب المنظومة التعليمية ليس فقط اهتماماً بالطلبة الموهوبين والمتفوقين وتوفير البرامج والمسارات المناسبة لتنمية قدراتهم ومواهبهم بل جعل غير الموهوب موهوباً مما سيعود نفعه على المجتمعات العربية والعالم ككل وأنه من حق الطالب العربي أن يرى العائد المباشر لما يتعلمه على حياته العملية فقيمة الانجاز متأصلة بالجميع وشعور أنه يحرك شيء ما في المحرك العلمي أمر أجمل بل هذا ما سينتج تنافساً في تسلسل انتاج العلماء لذلك يجب تصميم المناهج بما يضمن ربط المعارف بتطبيقاتها العملية والاحتياجات الفعلية للمجتمع العربي وهذه مهمة شاقة جداً بسبب عدم ملاحظة هذه الامور او ملاحظتها وعدم معالجتها ببساطة اي قيمة صحيحة لها عائد ليعوض النقص الذي احدثه ضياع العلماء الى الخارج و كسل المتكاسلين وحرق المغول للكتب العلمية ان نفعله بما يتناسب اخلاقياً مع ديننا وثقافتنا العربية.