أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين
تمهيد:
تفرض المتغيرات التي تشهدها مختلف مجالات الحياة في عصرنا الحالي الحاجة إلى زيادة الاهتمام بالعملية التربوية، حيث تشهد المؤسسات التربوية العديد من التطورات العلمية المتلاحقة والتي تتطلب جهدًا كبيرًا لمواكبتها والاستفادة منها، ويعتبر الإشراف التربوي العنصر الأهم في تطوير العملية التعليمية بعناصرها المختلفة وذلك من خلال تطوير المعلمين وتحسين أدائهم، وقد حظي الإشراف التربوي باهتمام كبير في التربية الحديثة وخاصةً لدوره الفعال في تذليل العقبات التي تعيق الوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية.
ونظرًا لأهمية تطوير العملية التربوية وتحديثها بما يتناسب مع التطورات والمستجدات العلمية، ولكون الإشراف التربوي يعد من العناصر المهمة في تطوير العملية التربوية، فقد كان من الضروري العمل على مواكبة الاتجاهات المعاصرة للإشراف التربوي، بالإضافة إلى العمل على تحديد الصعوبات والمشكلات المختلفة التي تواجه الإشراف التربوي وتحد من فاعليته وتعيق قدرته على تحقيق الأهداف المرجوة (الوشاح، 2020).
وقد أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن هناك العديد من المشكلات التي تؤثر على الإشراف التربوي والتي تستوجب إيجاد تدخلات مناسبة للعمل على الحد منها من أجل تحسين عمليات الإشراف التربوي وزيادة قدرة المشرفين التربويين على أداء أدوارهم في العملية التعليمية بكفاءة (مطارنة، 2015، المشعل، 2019).
المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي:
يوجد العديد من المشكلات التي تعيق قدرة المشرفين التربويين على تحقيق أهداف العملية التربوية، وقد أشارت غنيم (2020) إلى بعض هذه المشكلات والتي تمثلت في: قلة الإمكانيات التي يتم توفيرها لجهات الإشراف التربوي لتسهيل مهمة العاملين فيه، وقلة الوقت الذي يخصصه المشرف التربوي لكل معلم، وقلة عدد الزيارات الإشرافية التي يجريها المشرف للمدارس، وافتقار بعض المشرفين للفهم الصحيح لماهية الإشراف التربوي الحديث، وقلة الدورات التدريبية التي تهدف إلى تطوير المشرفين، وعدم كفاية إعداد المشرف التربوي وتأهيله بشكل مناسب للعمل الإشرافي، وضعف التعاون بين المشرفين والإدارة المدرسية، وكذلك ضعف التعاون بين المشرف والمعلمين في التخطيط للعملية التعليمية والإشرافية، إضافةً إلى كثرة الأعباء التي يقوم بها المشرف وقلة الصلاحيات الممنوحة له.
تصنيف المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي:
يواجه المشرفون التربويون العديد من المشكلات والتحديات التي تؤثر في كفاءتهم وتحد من قدرتهم على أداء المهام الموكلة إليهم بفاعلية، ويمكن تصنيف هذه المشكلات إلى التصنيفات التالية (الوشاح، 2020):
أولًا: المشكلات المتعلقة بالإدارة المركزية: وهي المعيقات التي تتمثل في عدم توفير البنية التحتية المناسبة على مستوى الإدارة العليا للمنظومة التربوية والتي تتمثل في الوزارة أو إدارات التعليم، وتشتمل على توفير الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية المناسبة لمساعدة المشرفين على أداء مهامهم (الوشاح، 2020).
ثانيًا: العيقات الفنية التربوية: وهي المعيقات التي تتعلق بضعف كفايات المعلم أو المشرف، أو عدم امتثال المعلم للتوجيهات التي يقدمها له المشرف، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الطلاب في الفصول الدراسية والمشاركة الضعيفة للمعلمين في التخطيط للعملية التعليمية والتربوية (أمر الله، 2013).
ثالثًا: المشكلات الاقتصادية: وتتمثل في نقص الموارد المخصصة للعملية التعليمية وبالتالي العجز عن توفير الوسائل التعليمية وضعف جودة المرافق الموجودة في المدارس وبالتالي عدم القدرة على إحداث تغييرات وتحسينات في العملية التعليمية (المشعل، 2019).
رابعًا: المعيقات الاجتماعية أو البيئية: وتشتمل على مجموعة المشكلات التي تنشأ عن النظام الاجتماعي السائد في المدرسة أو البيئة المحيطة بها إذا كانت غير مناسبة لتشجيع العملية التربوية، كما تتضمن نقص المعدات والأجهزة وأدوات الأمن والسلامة وغيرها (أمر الله، 2013).
خامسًا: المشكلات الشخصية: وتتضمن جميع المشكلات التي تتعلق بخصائص المشرف وشخصيته وما يمتلكه من مهارات وكفايات، حيث يفترض أن يتمتع المشرف التربوي بصفات القيادة والمبادرة والاطلاع الواسع والشخصية المميزة وفي حال لم تتوفر هذه الخصائص أو غيرها فإن ذلك يدخل ضمن المشكلات الشخصية (القرالة، 2015).
النتائج:
مما لا شك فيه أن الإشراف التربوي يلعب دورًا مهمًا وأساسيًا في تحسين وتطوير العملية التعليمية والتعلمية حتى تحقق التربية أهدافها، ويعاني الإشراف التربوي من مجموعة من المشكلات والمعيقات التي يمكن أن تضعف من قيمة الإشراف التربوي. وقد سعت الدراسة الحالية إلى التعرف على أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين، وذلك من خلال جمع البيانات من عينة من المشرفين التربويين بلغ عددهم (5) مشرفين، حيث طُلب من المشرفين الإجابة على استبانة المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين، وبعد الانتهاء من الإجابات تم جمع الاستبانات من المشرفين وتفريغ إجاباتهم لكل محور من محاور الاستبانة، وقد كانت أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين من وجهة نظرهم:
أولًا: المشكلات المرتبطة بالمعلمين:
· عدم امتثال المعلمين لتوجيهات وإرشادات المشرف.
· ضعف رغبة المعلمين في المشاركة في الدورات التدريبية وبرامج التطوير المهني.
· ضعف قدرة المعلمين على استخدام الوسائل التعليمية المناسبة لعمليتي التعليم والتعلم.
· عدم مشاركة المعلمين في إعداد الخطط التربوية الخاصة بعمليات التعليم والتعلم.
· وجود درجة عالية من الإحباط لدى بعض المعلمين بسبب العوامل المادية والاجتماعية.
· مقاومة الكثير من المعلمين للتجديد والتغيير.
· عدم مراعاة المعلم لذوي الخبرة واعتماده على رأيه الشخصي فقط.
· ممارسة المعلم لأعمال أخرى غير التدريس.
· جمود المعلم ووقوفه عند حد ومستوى معين.
· تهاون المعلم وعدم مبالاته بعملية التدريس.
· انعدام الكفاءة المهنية لدى المعلم.
· ضعف التحصيل الدراسي والمسلكي لدى بعض المعلمين.
ثانيًا: المشكلات المرتبطة بالمشرف:
· عدم اطلاع المشرفين على التطورات الخاصة بعمليتي التعليم والتعلم في دول أخرى والاستفادة من تجاربهم.
· تأخر وصول المعلومات الكافية عن المعلمين الجدد لتحديد حاجاتهم الإشرافية.
· كثرة عدد المعلمين التابعين للمشرف.
· ضعف التأهيل الفني للمشرفين فيما يتعلق باستخدام التقنيات التعليمية الحديثة ووسائل التقويم الحديثة.
· شعور كثير من المعلمين في المرحلة الثانوية بالذات أنهم أكثر كفاءة من المشرف.
· عدم استشارة المشرف في الغالب عند نقل المعلمين.
· ضعف برامج التطوير المهني للمشرفين وقلة عدد الدورات الخاصة بتطوير العمل الإشرافي.
· عدم قدرة المشرف على إدارة العلاقة التي تربط بينه وبين المعلمين بشكل إيجابي وفعال، وعدم قدرة المشرف على ممارسة الدور القيادي.
· عدم تخويل المشرف حق اتخاذ القرارات المتعلقة بعمله.
· تأخر وصول المعلمين الجدد.
· عدم وجود تنسيق بين المشرف ومديريته والمدرسة والمعلم.
ثالثًا: المشكلات المرتبطة بالمدير:
· ضعف قدرة المدير على التنسيق بين المشرف والمعلمين.
· تذمر مدراء المدارس من اشتراك معلميهم في دورات متخصصة خلال أيام التدريس
· افتقار بعض المدراء للمتابعة الفنية لمعلميهم.
· ضعف قدرة مدير المدرسة على ممارسة الإشراف التربوي.
· كثرة الأعباء الوظيفية الملقاة على كاهل المدير ومطالبته دائماً بتنفيذها في الوقت المحدد.
· يضع المدير خطته دون إشراك المشرف.
· ضعف العلاقة بين المدير والمعلمين.
· افتقار بعض المدراء للدورات الإشرافية المتخصصة التي تعقدها الوزارة أو المديرية.
رابعًا: المشكلات المرتبطة بالبيئة المدرسية:
· ارتفاع عدد الطلاب في الفصول الدراسية.
· عدم توفر الأدوات والتقنيات التي تعتمد عليها الاستراتيجيات التدريسية الحديثة.
· التوزيع غير المتكافئ للطلاب في الفصول الدراسية من حيث المستوى الدراسي.
· العلاقات العائلية غير المستقرة.
· الثقافة السائدة في المنطقة المحيطة بالبيئة المدرسية.
· الازدحام المروري المحيط بالبيئة المدرسية مما تقلل من الزيارات الإشرافية للمدرسة.
· ارتفاع عدد الطلاب في الفصول الدراسية.
· معوقات في المحيط الخارجي للبيئة المدرسية وضعف في البنية التحتية.
· طبيعة المكان والفئة السكانية المحيطة بالبيئة المدرسية.
· قلة الحوافز التي تقدم للمشرف.
خامسًا: المشكلات المرتبطة بالجانب الإداري
· قلة عدد المشرفين بالنسبة لأعداد المعلمين.
· اتساع البقعة الجغرافية للمدارس وعدم توفير وسائل النقل المناسبة.
· كثرة الأعباء على المشرف والمعلمين.
· دوامهم والتزامهم بتنفيذ الخطط التي تم إعدادها سابقاً.
· عدم اهتمام بعض المسئولين بتقرير المشرف التربوي.
· غياب معايير اختيار المعلمين الأكفاء.
· عدم وجود تنسيق بين المشرف ومديريته والمدرسة والمعلم.
· عدم وجود متابعة من قبل مديريات التربية ووزارة التربية والتعليم لعمل بعض المشرفين التربويين والتحقق من ساعات دوامهم والتزامهم بتنفيذ الخطط التي تم إعدادها سابقا.
· الافتقار لوجود معايير واضحة لقياس مستوى كفاءة المعلمين.
· عدم وجود ميزانيات لتنفيذ البرامج التدريبية لتأهيل المشرفين والمعلمين وتطويرهم مهنيًا.
· قلة المواصلات من أماكن عمل المشرفين إلى المدارس التي يرغبون في زيارتها.
ملخص النتائج:
أوضحت نتائج الدراسة وجود العديد من المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين والتي يمكن تلخيصها من خلال ما يلي:
· وجود اتفاق بين أفراد عينة الدراسة على أن أكثر المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي هي المشكلات التي تتعلق بالمعلم والمشكلات التي تتعلق بالمشرف.
· كانت أبرز المشكلات المتعلقة بالمعلم: عدم امتثال المعلمين لتوجيهات وإرشادات المشرف، تليها مشكلة: ضعف قدرة المعلمين على استخدام الوسائل التعليمية المناسبة لعمليتي التعليم والتعلم.
· كانت أبرز المشكلات المتعلقة بالمشرف التربوي: كثرة عدد المعلمين التابعين لنفس المشرف، وخلل في التواصل بين المشرف والمعلم وإدارة المدرسة.
· كانت أبرز المشكلات المتعلقة بالبيئة المدرسية: قلة الحوافز التي تقدم للمشرف، وقد جاءت استجابة أفراد العينة على المشكلات المتعلقة بالبيئة المدرسية بدرجة موافقة قليلة.
· أما المشكلات المتعلقة بالجانب الإداري فقد كانت أبرزها: عدم وجود ميزانيات لتنفيذ البرامج التدريبية لتأهيل المشرفين والمعلمين وتطويرهم مهنيًا، وقد جاءت استجابة أفراد العينة على المشكلات المتعلقة بالبيئة المدرسية بدرجة موافقة قليلة.
التوصيات:
في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة، يمكن تقديم التوصيات التالية:
1. استخدام التوعية للمعلمين بأهمية دور الإشراف التربوي في تطوير العملية التعليمية والمساعدة في تطوير المعلمين مهنيًا وتعزيز العلاقة بين المشرفين والمعلمين بصورة عامة.
2. تدريب المشرفين وتأهيلهم ومنحهم الصلاحيات اللازمة لأداء مهامهم وأدوارهم الإشرافية في العملية التعليمية.
3. زيادة أعداد المشرفين التربويين وتقليل نصاب كل مشرف من المعلمين ليتمكنوا من أداء مهامهم بكفاءة عالية.
4. إنشاء نظام حوافر مناسب يسهم في تعزيز ممارسة المشرفين لأدوارهم ومساعدتهم في التغلب على المشكلات التي يواجهونها.
5. توفير الميزانيات المناسبة لتنفيذ برامج تدريبية لتطوير كل من المعلمين والمشرفين بما يسهم في تطوير العملية التعليمية.
المراجع:
الوشاح، معاذ. (2020). معيقات عمليات الإشراف التربوي في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم للواء قصبة ماركا في الأردن (رسالة ماجستير). جامعة البلقاء التطبيقية.
المشعل، مريم. (2019). الإشراف التربوي بين معوقات الواقع وحلول المأمول. مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، 1(116)، 457-478.
مطارنة، زينب. (2015). معوقات الإشراف التربوي من وجهة نظر مشرفي التربية الفنية في الأردن (رسالة ماجستير) جامعة اليرموك.
غنيم، سحر. (2020). معيقات الإشراف التربوي التي تواجه المشرفين التربويين في مديريات التربية والتعليم في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية من وجهة نظرهم. مجلة العلوم التربوية والنفسية، 4(10)، 1-18.
القرالة، دعاء. (2015). درجة امتلاك وممارسة المشرفين التربويين لمهارات الإشراف التربوي الإبداعي ومعوقات تطبيقها (رسالة ماجستير). جامعة مؤتة.
أمر الله، سهام. (2013). الإشراف التربوي. مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع.
التعليقات