دائما ما تستوقفني المنهجية التي سأتبع في استدراج المتعلمين إلى حل وضعية مشكلة ما، فأجد نفسي في كل مرة وسط وضعيات إشكالية تتطلب منهجيات تختلف عن مثيلاتها نظرا لتعدد المواد المدرسة في التعليم الابتدائي.

 إن ما أعمد إليه في مواجهة هذه التحديات، هو مساءلة نظريات التعلم في ما إذا كانت فعالة لهذه النوعية من المسائل المختلفة.

 يمكنني تعريف نظرية التعلم على أنها نظريات تحاول تفسير السلوك الإنساني بغية تنظيم المعرفة لديه و مساعدته لبلوغ مرحلة التعلم والاكتساب.

 فلنبدأ أولا بدراسة النظرية السلوكية التي استخدمت الحيوان في فهم السلوك الإنساني، فخلصت إلى ضرورة وجود المثير لتحقيق استجابة معينة.

 هذه النظرية تعمد عامة إلى إكساب المتعلم مهارات مختلفة وجعلها عادة لديه، يسترجعها بسرعة متى شاء، فهي تسلح المتعلم بالأدوات القبلية التي يحتاجها قبل تحليل الوضعية المشكلة، وبالتالي نجدها لا تخدم مرحلة استيعاب المسائل.

 ظهرت بعدها المدرسة الجشطلتية على يد كوفكا، وتهدف هذه النظرية إلى قاعدة جوهرية تتمثل في "الانطلاق من الكل إلى الجزء" و ليس العكس، حتى يتسنى للمتعلم استيعاب المفهوم في شموليته ثم التطرق إلى جزئياته. وبذلك فهي تعد أجود النظريات التي تخدم حل الوضعيات المشكلة نظرا لكونها تضع المتعلم في صورة كلية ثم تستدرجه إلى الغوص في جزئياتها.

 و الآن ندرس إمكانية تلمس الفعالية في نظرية الذكاءات المتعددة، التي يرتكز مبدأها على دراسة شخصية المتعلم واكتشاف ذكاءه، فنحدد أحسن طرق التعلم لديه. فإذا كان المتعلم مثلا يتميز بالذكاء الحسي حركي فإن سبيل تعلمه يكون بتوظيف الألعاب التربوية ومحاكاة الأدوار والتشخيص واستعمال الأجهزة.

 تتجلى صعوبة توظيف هذه الأخيرة كونها تتطلب تفييئ المتعلمين حسب ذكاءاتهم المختلفة، وتقديم الوسائل المناسبة لكل مجموعة، في نفس الدرس.

وفق تجربتكم، ما هي أهم المهارات التي يجب أن نعمل على تطويرها لاكتساب مهارة حل المشكلات؟