ضمن أكثر من 7000 لغة في العالم، أصبحت الإنجليزية أكثر لغة مشتركة بين مختلف الشعوب بحيث أننا لو أردنا التواصل مع شخص من بلد نسمع به لأول مرة، وجرّبنا أن نحدّثه بالإنجليزية حتى لو لم يكن مجيداً لها، فإنه على الأقل قد يعرف أساسياتها فنستطيع إتمام التواصل.

 ولكن هل تواصل الإنسان بلغة أخرى غير لغته الأم  Mother Tongue  هو تواصل يصل فعلاً إلى ما يصله بلغته الأم؟ 

 لنفترض أننا حدثنا أحداً ما بلغته الأم (التي هي ليست لغتنا الأم، ولكننا نجيدها)، كيف سيكون هذا التواصل بالنسبة لنا وكيف سيكون بالنسبة له؟ ولو فرضنا أنه حدثنا بعدها بلغتنا الأم (التي هي ليست لغته الأم ولكنه يجيدها)؟

 هل جرّبتم أن تقرؤوا قصيدة مترجمة (من أفضل مترجم في العالم، ولكن لغته الأم إما لغة المصدر أو اللغة المترجم إليها، إذا لا يمكن أن تكون كليهما).

 هل سيكون لها نفس المذاق حين نقرأها باللغة التي كتبت بها؟

ماذا عن الحوارات في الأفلام السنيمائية، والنكات التي تفسدها الترجمة، مهما كانت احترافية!

 إنّ هذا ما يعنيه تعلّم لغاتٍ جديدة: فتح أبواب جديدة لتواصل مباشر لم يكن متاحاً سابقاً. فمع كل لغة جديدة يُفتح باب جديد، ويصبح السفر إلى بلاد الذين يتحدثون هذه اللغة حلماً مشروعاً، ولذّةً حقيقية. نستمتع حينها بالأغاني، وفنون الخط والكاليغرافي، والحوارات المسرحية، وحتى النكات، بعد أن زال حاجز الترجمة عن كل ذلك.

 سيبقى هناك حاجز اللغة الأم. فلا يمكن أن نغير لغتنا الأم ولا يمكن أن تكون لدى أي منا لغتان كلاهما لغة أم، وسيظل كل منا حين يفكر يستخدم لغة محددة هي ما يقفز إلى ذهنه تلقائيا حين يرتب افكاره ويستدعي مفرداته. هذا لن يتغير. ولكنّ دخول لغة جديدة إلى عقل الانسان يختلف عن أي نوع آخر من العلم الذي قد يحصله: إنه بوابة نحو آلاف مؤلفة من البشر الجدد، وآلاف مؤلفة من الكتب والأعمال الأدبية والفنية والدرامية التي سيتذوقها لأول مرة كما كُتبت فعلا ودون وساطة الترجمة!

 ماذا عنكم؟ ما هي أهمية اكتساب لغات جديدة في عالم اليوم برأيكم؟