كم مرة سمعت أو حتى قلت لنفسك أنّك بحاجة إلى موهبة لتكون ناجحاً في تعلم اللغات؟ من المحتمل أنك قابلت الكثير من الأشخاص المتقنين للغة معينة بشكل مثالي من دون أي صعوبة. فهل الموهبة هي السبب في تعلمهم وإتقانهم اللغة أم انهم بذلوا الكثير من الجهد لتحقيق ذلك؟ هذا ما سنسلط الضوء عليه في هذا المقال.
الموهبة مقابل العمل الجاد في تعلم اللغة
الموهبة وحدها لا تكفي لإتقان أي مهارة مهما كانت حجم الموهبة، هل للطعام مذاقًا جيدًا دون ملح؟ الموهبة والجهد مثل الملح والطعام، لا يكتمل أحدهما إلا بالآخر.
لذا لن ترى أشخاصًا ناجحين واعتمدوا كل اعتمادهم على موهبتهم فقط، من يفعل ذلك سيسقط لا محالة، الناجح الحقيقي هو الذي يستطيع توظيف موهبته لتساعده في اكتساب المهارات اللزمة لتنمية هذه الموهبة
إذا افترضنا وجود شخصين في مجال ما أحدهما يعتمد على الموهبة فقط والآخر لا يملك الموهبة بل يسعى جاهدا لتطوير ذاته والعمل عليها. فمن سيكون الناجح؟ من المميز؟ من منهما يملك الإرادة والقوة؟
من خلال ملاحظة بسيطة في حياتتا اليومية، فإن النجاح والمتميز يكون للذي يسعى جاهدا لتطوير ذاته والعمل عليها بشكل مستمر دون كلل أو توقف.
هل يجعل الذكاء اللغوي التعلم سهلا؟
بالفعل الذكاء اللغوي يجعل التعلم سهلا، فالأشخاص الذي يملكون ذكاءً لغويا يكتسبون اللغات بسرعة ويتفوقون في المستويات اللغوية (الاستماع والمحادثة والكتابة والقراءة)، ولا يعانون من هيمنة مستوى في مقابل ضعف مستوى آخر، على عكس ذلك نجد بعد الأشخاص يملكون مستوى عالٍ في مهارة الاستماع C2 فيفهمون كل ما يسمعونه، لكن مستواهم في المحادثة أقل من مستوى B1.
كذلك كلما تعلّم الناس عدة لغاتٍ كلما سهُل عليهم تعلّم لغات جديدة بسهولة وفي وقت أقل، لأنهم إكْتسبوا وطَوّرُوا من ذكائهم اللغوي جَرّاءَ اكتسابهم للغات، وأيضا طوروا من استراتيجية تعلمهم للغات.
التعليقات