الآلاف من المتاجر الإلكترونية تم اطلاقها في السنوات القليلة الماضية، تطورت العادات الشرائية للمجتمعات العربية (مصر والمجتمع الخليجي ) خصوصًا في الثلاث سنوات الأخيرة منذ ظهور كورونا حيث أصبح الجميع لديه الأريحية للشراء أونلاين، كما أنه قد تضاعف الإنفاق والشراء من المتاجر الإلكترونية في الفترة الأخيرة، كل هذه أسباب لجعل التجارة الإلكترونية الحل المربح والسهل للوصول للحرية المالية، فلماذا إذن كثيرًا من المتاجر تتعرض للفشل والخسارة والغلق في النهاية؛

يوجد عدة عوامل وأسباب تؤدي إلى فشل المتاجر الإلكترونية لكن هنا سأناقش العامل الأهم والسبب الأكبر لفشل المتاجر الإلكترونية ألا وهو "المنتج":

في حال لم يكن لديك تجارة حاضرة تعمل بها ومن ثم تريد الإنتقال من التجارة التقلدية الى التجارة الإلكترونية فالمعضلة الأولى التي تواجهك عند اطلاق متجر الكتروني هي "المنتج"؛ حيث تواجهك أسئلة مثل: ما هو المنتج المربح الذي علي أن أعمل به؟ ما هي مواصفاته؟ أين أبحث عن منتجات مربحة؟ من أين يمكنني أن أحصل على المنتجات بسعر مربح لي؟

كل هذه الأسئلة مهمة ومهمة جدًا، لكن السؤال الأهم من وجهه نظري هو: من أين يمكنني أن احصل على المنتجات بسعر مربح لي؟ هذا لأنه في الغالب أي منتج يمكنك التفكير فيه يمكنك الربح منه، لكن بشرط أن تحصل عليه بسعر يسمح لك بربح ممتاز وكذلك أن يكون سعر بيعه في متناول جمهورك المستهدف؛

وهنا تأتي المعضلة التي تكون سببًا في فشل عديد من المتاجر الإلكترونية ( كانت سببًا في فشل أول متجر إلكتروني قمت بإنشاؤه )، أن تشتري المنتج بسعر مغالي فيه، لا يسمح لك ببيعه بسعر مناسب للجمهور ومربح لك في الموقت نفسه.

هنا سأحكي لك عن تجربتي عند شراء بعض منتجات متجري:

بعد تحديد المنتج المطلوب شراؤه ( كانت مستلزمات الأطفال في المهد من النوع الفاخر ) بدأت بالبحث عن مورد بالجملة من السوق المحلي، بحثت كثيرًا حتى توصلت لسوق جملة تباع فيه هذه المنتجات، لم أتعجل، طوفت على جميع المحلات في السوق، سألت على الأسعار ودونتها، وتوصلت الى افضل مورد لي وقمت بالشراء منه؛

رائع جدًا؛ أين المشكلة إذن؛ تمثلت المشاكل فيما يلي:

  1. الشراء من مورد جملة بالسوق المحلي (جزر المشكلة) بسعر لا يسمح لي بهامش ربح عالي من ناحية، وكذلك بسعر غير مناسب للبيع أونلاين.
  2. مورد الجملة المحلي ستجده منافسًا لك في الغالب، قد تجده لديه متجر الكتروني ويقوم بالبيع بالتجزئة، يمكن أيضًا أن تجده بائع في أمازون، وبالطبع ستجده على وسائل التواصل الإجتماعي، ما يجعل المنافسة بينكم غير عادلة بتاتًا.
  3. في حال كنت ذكيًا تسويقيًا وبعت منتجاتك، بالطبع ستطلب المزيد، عندها يقوم المورد برفع السعر عليك أو يقول لك "عذرا لا يوجد لدي مخزون من المنتجات".

كل هذا يؤثر عليك سلبًا وقد يؤدي الى فشل تجارتك الإلكترونية ويكون سببًا في غلق مشروعك نهائيًا.

الحل من وجهه نظري هو باحد طريقتين؛

الأولى: صناعة المنتج بنفسك ( إن كان هذا ممكنًا ).

الثانية: تخطي تاجر الجملة الذي يعمل كوسيط والاستيراد مباشرة من المصنع.

في حال أردت الاستيراد من الصين أو غيرها من الدول، تستطيع الإطلاع على مدونة دكتور عبدالكريم عنف فهو عضو منتدى رجال الأعمال العرب في الصين، والمدير التنفيذي للمنتدى سابقًا، تجد في المدونة معلومات مهمة جدا للاستيراد من الخارج والتغلب على مشكلة المنتج والموردين.

بالتوفيق للجميع