دي إن إيه الخاص بك —
إذا تم فرده —
يمكنه أن يمتد من الأرض
إلى الشمس والعودة
٦٠٠ مرة.
أنت مخطوطة كونية،
كُتبت بلغة
لا يفهمها سوى الخلق.
احتمالية وجودك،
أنت —
لا الطفل الثاني لأمك،
ولا قصة شخص آخر —
أنت
احتمالك هو ١ من بين ٤٠٠ تريليون.
فلا تجرؤ على وصف نفسك بالعشوائي.
تظن أنك مستيقظ؟
تظن أنك تعلم شيئًا لأنك اجتزت بعض الصفوف، قرأت بعض الكتب؟
اجلس.
أرخِ فكك.
تنفس ببطء.
أنت تقف على صخرة دوارة،
معلقة بالعدم،
تدور حول كرة من نار،
بجوار قمر يحرك المحيطات —
وما زلت تظن أن كل هذا مجرد صدفة؟
دعني أذكّرك بشيء نسيته:
أنت لست عشوائيًا.
هناك أشياء لا تستطيع العلوم لمسها.
ليس لأنها ضعيفة —
بل لأنها لم تُصنع لتحوي كل شيء.
الخلايا تنقسم.
الذرات تدور.
لكن من علّمها كيف؟
لماذا تُقرأ شيفرة الحياة
كما لو كانت لغة
لو لم يكتبها أحد؟
تقول إنه لا يوجد إله.
وأقول —
اشرح لي إذًا
كيف يجب أن يكون كل شيء مثاليًا
كي نتمكن حتى من طرح هذا السؤال.
هل تعرف ما هو الثابت البنيوي الدقيق؟
إنه ١ من ١٣٧.
رقم بلا وحدة.
لا يُقاس.
إنه فقط… موجود.
إنه يتحكم في كيفية تفاعل الضوء مع المادة.
بدونه، لا توجد كيمياء.
بدونه، الإلكترونات لن تدور حول الذرات —
بل ستتحطم.
أو ستتلاشى بعيدًا.
لن تكون هناك جزيئات.
ولا تفاعلات.
ولا مادة.
ولا حياة.
ولا "أنت".
لو تغيّر ذلك الرقم حتى بجزء بسيط —
لانهار هذا الكون.
ليس احتراقًا.
ولا انفجارًا.
بل انهيارًا.
لا يوجد سبب علمي لكونه كما هو.
لا قانون طبيعي يفرضه.
إنه فقط… مضبوط.
محكم.
مثالي.
تريد أن تتحدث عن الأدلة؟
تريد أن تتحدث عن الصدفة؟
لا توجد صدفة هنا.
هذا مقصود.
هذا دقة.
هذا تصميم.
تظن أن هذا الرقم كتب نفسه؟
لا.
شخص ما حدده.
شخص ما ثبّته في مكانه.
شخص ما قرر القوانين
قبل أن توجد القوانين.
ما زلت تظن أن هذا مجرد حادث؟
إذًا، أنت لا تفكر بعمق كافٍ.
هل تعرف احتمالية وجودك؟
ليس فقط أن تولد —
بل أن تولد هنا؟
في كون به ٢ تريليون مجرة،
على كوكب لا ينبغي له أن يوجد أصلاً.
هل تعرف احتمالية وجود الماء؟
أن يقرر الهيدروجين والأوكسجين أن يتعانقا
بالشكل المثالي
لإحياء كل حياة؟
هل تعرف احتمالية أن يكون الغلاف الجوي
بالتوازن المثالي بين النيتروجين والأوكسجين —
حتى نتنفس دون أن نفكر؟
من قرر تلك النسبة؟
هل تعرف احتمالية أن يتكوّن دي إن إيه
بسلمه الحلزوني
عن طريق الصدفة؟
مليارات من التسلسلات —
وإذا انحرف حرف واحد،
لن نوجد.
ومع ذلك، ها نحن هنا.
هل تعرف احتمالية أن ينقل جسدك
الكهرباء
عبر الخلايا العصبية
بسرعة ٢٧٠ ميل في الساعة
حتى تشعر بالحزن
عندما تذكرك أغنية بوالدك؟
عيناك قادرتان على تمييز أكثر من ١٠ ملايين لون.
وهيئة دموعك تتغير حسب العاطفة.
الجمال والحزن يتركان بصماتهما.
من جعل ذلك ممكنًا؟
العلم يمكنه أن يريك كيف تعمل الأشياء.
لكن ليس لماذا تعمل بهذا الكمال.
قلبك
يبدأ في النبض بعد ٣ أسابيع من التخصيب —
لا دماغ، لا أمر.
ينبض ١٠٠,٠٠٠ مرة في اليوم،
٢.٥ مليار مرة في حياة كاملة.
ولديك الجرأة
لتسمي ذلك صدفة؟
الأرض تبعد تمامًا ٩٣ مليون ميل عن الشمس.
اقتربت بنسبة ١٪ — نحترق.
ابتعدت بنسبة ١٪ — نتجمد.
ومع ذلك تسمي هذا "حظًا سعيدًا".
لا — هذه دقة.
هذه هندسة.
القمر
يُخفي الشمس تمامًا،
مطابقًا حجمها من منظور الأرض
بدقة تصل إلى أجزاء من المئة.
لا سبب علمي.
لا فائدة تطورية.
فقط جمال يصدم الروح إلى صمت.
يوجد ٨٦ مليار خلية عصبية في دماغك.
كل واحدة منها تتصل بـ١٠,٠٠٠ أخرى.
عقلك يحتوي على شبكة كهربائية
تفوق جميع حواسيب الأرض مجتمعة.
ومع ذلك، تشك في "من"
صمم الفكر؟
احتمالية تكوين البروتينات بالصدفة؟
أقل من ١ في ١٠^١٦٤.
هذا ليس نادرًا —
هذا مستحيل بدون نية.
حتى الآن،
العلم لا يستطيع تفسير الوعي.
لماذا نفكر.
لماذا نشعر.
لماذا نتساءل إن كان هناك شيء أعظم.
ضع الكتاب المقدس جانبًا.
ضع القرآن جانبًا.
ضع التمثال الذي تغسله وتلمعه جانبًا.
وانظر حولك.
تريد دليلاً على وجود الله؟
الدليل أمامك بالفعل.
قبل أن يُكتب كتاب،
قبل أن يُنطق اسم،
كانت الشمس تشرق.
وكانت المحيطات تتحرك.
وكانت النجوم تلتزم بمداراتها كما لو كانت تتبع أوامر.
أنت لا تحتاج إلى نص ديني لتشاهد الخلق.
أنت لا تحتاج إلى خطبة لتشهد التصميم.
انظر إلى يديك.
عظام، أوتار، جلد —
مُصمّمة للبناء، والاحتضان، والقتال، والدعاء.
انظر إلى نبض قلبك —
ثابت، مخلص، لا يطلب شكرًا.
انظر إلى الجاذبية.
أنت لم ترها قط،
لكنّك تثق بها بكل خطوة تخطوها.
انظر إلى دوران الأرض —
سريع بما يكفي ليبقينا،
وبطيء بما يكفي لينمو كل شيء حي.
من قرر تلك السرعة؟
انظر إلى نفسك تتنفس.
أنت لم تكتسب ذلك.
أنت لم تخلق الهواء.
أنت لم تصمّم الرئتين.
ومع ذلك — أنت تتنفس.
ولديك الجرأة لتقول
لا يوجد إله؟
يا لها من جرأة. هل أنت متأكد بنسبة ١٠٠٪؟
البروفيسور في أوكسفورد د. ريتشارد سوينبرن —
فيلسوف في العلم —
حسب احتمالية وجود الله
بنسبة تفوق ٥٠٪، باستخدام مبرهنة بايز.
حتى بأدنى التقديرات، تميل الرياضيات نحو وجود خالق.
ليست مسألة إيمان.
بل رياضيات.
قل لي لماذا تميل الأرض بـ٢٣.٥°.
قل لي لماذا يتجلّط الدم عندما تُجرح.
قل لي لماذا يتمدد الماء عندما يتجمد
— السائل الوحيد الذي يفعل ذلك —
حتى تتجمد البحيرات من الأعلى إلى الأسفل،
حتى لا تموت الحياة في الشتاء.
ذلك الميل يمنحنا الفصول، ينظم المناخ، يوازن النظم البيئية.
غيّره بدرجات قليلة —
انقراض جماعي.
فوضى.
موت.
من حسب ذلك المحور؟
أوه، لم تكن تعرف ذلك؟
لكنّك واثق جدًا من أنه لا يوجد إله؟
أنت تقف على صخرة تدور بسرعة ١,٠٠٠ ميل في الساعة
بينما تطير عبر الفضاء بسرعة ٦٧,٠٠٠ ميل في الساعة،
مُتماسكة بقوانين لا يمكنك تغييرها —
وتتصرف وكأنك المتحكم؟
الغرور هو دينك.
أنت تعبد منطقك
لكن لا تستطيع خلق نفس واحد.
تقتبس من العلماء كما تقتبس من الأنبياء
لكن تتجاهل أولئك الذين رأوا أكثر مما يجب، وهمسوا:
"هذا ليس صدفة. هذا تصميم."
تريد دليلاً؟
أنت هو الدليل.
مخلوق من التراب،
موصول بالعاطفة،
موصول بالحنين،
موصول بالرغبة في الانتماء إلى شيء أعظم.
أنت لا تحتاج إلى كتاب مقدّس لترى الله.
كل ما تحتاجه هو أن تفتح عينيك اللعينتين.
لكنّك لن تفعل —
لأنك لو فعلت،
لاضطررت أن تركع.
وغرورك لن يسمح لك.
التعليقات