°ابحث عني ابحث عني أنا
في مكان ما اُناديك و انتظر يديك هناك
في مكان ما انطفئ و انتظر
عينيك °
كلمات أُغنية ماجده الرومي ترد على خوف سوزان من فُقدان طارق و هُما معاً في السياره مُتجهين لحديقة الحياه ..
_طارق لا تترك يدي أبداً و لا تبتعد
_ أنتي حياتي يا سوزان كيف لأحدهم أن يعشق الموت
سوزان تعمل كمُحاسبه في شركة اتصالات و طارق يمتهن الكتابه مره في الجرائد مره في الرويات مره في شركات الإعلانات ..
تقابل كلاً من طارق و سوزان وقت دراستهما أحبا بعضهما ما يقارب السبع سنوات ، طارق مُرتبط برابطة الخطبه من سوزان . في عمل طارق الحالي يوجد فتاه غايه في الجمال تُسمى غاده لطالما حاولت التقرُب من طارق و لكن قوبلت بالحزم و الصد منه حتى ..
_صباح الخير طروق احضر لك قهوه معي
_ لا شكراً لك غاده بالفعل شربت هذا الصباح مع سوزي خطيبتي
_ ألا تُريد أن تتذوق قهوتي سأُعدها بيدي
_ لا شكراً لك
_ طروق ال...
_ لو سمحت آنسه غاده تفضلي على مكتبك و لا تسمحي لنفسك بمناداتي كذلك مره أخرى
_ أوه .. حسناً
و لأن الممنوع مرغوب .. جعل صَد طارق من غاده شخص مريض يُريد الاستيلاء على كل شئ لا يُهم كيف أو متى ..
ظلت غاده في مكتبها ما يُقارب الخمس ساعات ساكنه ، لم يعرف أحد ماذا كانت تُخطط أو بماذا كانت تُفكر !!.
بعد سكونها توجهت لتستأذن مُديرها بالرحيل لأنها تشعر بوعكه ، أذن لها المدير و اتجهت لباب الخروج و عليها نظره شريره مُخادعه .
في الجانب الآخر سوزان التي أُمرت من مديرها بالذهاب للبنك لإيداع مبلغ من المال و حال توجهت سوزان للباب حتى لاقت سياره مُسرعه تُلقي بها للجانب الآخر من الشارع
°كانت غاده°
ظلت غاده في انتظار سوزان حتى لحظة خروجها من الباب .. أرادت قتلها و لكن كان للقدر وقع مختلف..
نُقلت سوزان للمشفى من قِبل الماره و معهم غاده لتطمئن على وصولها ميته ، سوزان أُصيبت بإرتجاج أدى لفُقدان مؤقت للذاكره ..
حالما وصل طارق للمشفى ما كان من غاده إلا انها قابلته بدموع عقارب سامه ..
_ ماتت ... ماتت يا طارق ماتت ..
وقع طارق مغشياً عليه من هول الصدمه و ظل يبكي بعد استيقاظه
_ ماتت حبيبتي صديقتي اختي امي و كل حياتي ، يا الله انا وحدي انا وحدي يا الله ، كانت هىّ كل شئ املكه
وجدت غاده فُرصتها •
_ لا تقلق يا طروق أنا معك لن اترُكك ابداً سأكون كُل شئ لك خادمتك جاريتك حبيبتك
نظر لها طارق بعيون مملوئه بالحسره و الحزن ، يقال " لا تدخُل السوبر ماركت و أنت جائع و إلا ستأخذ ما لا تحتاج "..
للأسف أخذ طارق ما لا يحتاجه ..
ظل طارق على ذكرى سوزان قبالة الشهرين ، يكتُب عن حُزنه ووحدته و بيوم كان طارق و غاده سوياً و كالعاده غاده مُلتصقه به
نظر طارق لبُرج تحت الإنشاء و قال هُنا
_قابلت سوزان لأول مره بالتحديد هُنا تحت البرج
_ ألن تنساها أبداً لقد ذهبت لحالها يا طارق اتركها تنعم و اتركني انعم بحياتي أنا أيضاً
ليجد ظل سوزان على الرصيف الآخر من الشارع ، تسير وحدها إنها هيّ بمشيتها الأنثويه الممزوجه بالقوه و الشموخ العربي ، إنها هيّ بشعرها الناعم و هيّ ترفعه وراء اذنها ، إنها هيّ بالكحل الأسود داخل عيناها ليجعلها بأصالة الخيول .
إنها سوزان ..
ترك طارق غاده و هو يجري نحوها منادياً العديد من المرات
_سوزان سوزان انه انا طارق سوزان
أوقف سوزان و اخذ يبكي و هو ينظر لها
_ أنتي حيه سوزان إلمسيني انا احلم ارجوك
_ عذراً .. من أنت؟
كان وقع الرد كالحجر في بركة مياه غيرت سكونها من السطح للقاع
_ سوزان إنه أنا طارق خطيبك حبيبك
_ عذراً أنا لا أعرفك اعتقد انك تخالط بيني و بين اُخرى ، اعذرني احتاج الرحيل
بالخلف غاده تضحك من رد سوزان و لكن سُرعان ما اداركت أن طارق سيسألها عن حقيقة ما قالته لاحقاً ، ما كان من طارق إلا بالهجوم على غاده فور رحيل سوزان ..
_ قلتي أنها ماتت إنه خطأي لم أتأكد يومها أنتي أنتي مريضه
_ حزنت يا طروق أكذلك تُحدث حبيبتك ( و هيّ تمسك بوجهه)
_ اتركيني أموت يومياً أمامك على ذكرى سوزان و تعلمين أنها حيه لماذا ؟
_ ( بنهنه خفيفه ) لم أكن اعلم يا طروق ، أظنه خطأ طبي و ما ذنبي بذلك ؟
ترك طارق غاده في مكانها و رحل و هو يرشقها بسهام اتركيني انتي مريضه ، لكن تِلك السهام لم تكُن رادعه
توجه طارق لسوزان في العمل و ليُحادثها و حال ما وصل ..
_ أهلاً سوزان .. ( أخذ يبكي امامها و هو يتحدث ) أنا لا اصدق انكِ حيه اُخبرت انكِ ميته لم تغيبي عني لحظه طوال الشهرين بعد الحادثه
_ أخبرتك قبلا أني لا أعرفك يا أستاذ طارق اعتقد اخبرتني اخر مره ، إن كان يربطنا شئ فحقاً لا أذكره اعذرني ( و اشارت لرأسها) اُعاني من فُقدان مؤقت
_ ( أمسك بيدها و هو يعلم أنها تكره شئ كهذا ) أرجوكِ أرجوكِ تذكري أعلم انك تكرهي تجاوزات دون الجواز أنا آسف ، كنتي حياتي و ما زلتي
لتأتي غاده من خلف طارق تحضنه من ظهره ..
_ حبيبي أين كنت ؟ تأخرت علي ميعاد غدائنا في حديقة الحياه
نظرت سوزان لطارق و سحبت يدها و رحلت
التفت لغاده و بدأ يدفعها و هو يقول
_ اتركيني أخبرتك أن تتركيني و تبتعدي عني
_ و لكني اُحبك يا طروق
_ توقفي عن هذا توقفي عن نعتي طروق أنا لا اُحبك انها سوزان و ستظل للأبد سوزان
و اتجه لباب الخروج ..
في مكتب سوزان زميلتها نوال أخذت تحادثها ..
_ سوزان لازلتي تحبيه أتى و هو يبكي لك
_ لم تشاهدي حبيبته صح !! أتت من خلفه تحضُنه ذاهبان لمكاننا الخاص ، مر شهران يا نوال لم يسأل عني توقعت من سأراه وقتما أفتح عيناي هو .. لكن لم أجد أحد فقط أنتِ و أُمي
_ علي الأقل توقفي عن إيهامه بأنك لا تعرفيه سيموت الشاب بسببك
_ فلتنقذه حبيبته دعينا نعمل يا نوال و اتركيها كما هيّ
° يجري طارق في الشارع يصرخ
_ يا الله يا الله حلل الانتحار يا الله تعبت يارب لا أمتلك أحد يا الله
و هو يجري وصل للبرج .. ذاك البرج الذي قابل أمامه سوزان ، خطر بباله القفز من فوقه عَله سيكون شافي له تاركاً تِلك الروايه تحت الإنشاء كالبرج ليُنهيها أحدهم غيره ..
في اليوم التالي ..
و بِحال يومها اتجهت سووان للعمل و إذ بإمرأه تصرُخ ..
_بسببك.. سيموت بسببك .. أعلي قتلك أم إضرام النيران بِك الآن
نظرت لها سوزان و هي علي أتم اليقين أنها تتحدث عن طارق و لكن لم يمنعها ذلك من سؤال المرأه ..
_ من أنت؟ و من سيموت؟
_ طارق سيُلقي بنفسه من فوق البرج بسببك ( و هي تبكي و تميل للهدوء قليلا) أرجوكِ إنقذيه انقذيه قبل أن يُلقي بنفسه ، هوَ حُبي الوحيد أرجوكي...
نظرت لها سوزان و هيّ تُربط علي قلبها
_ أخبريني فقط أين ذاك البرج
_ بنفس مكان لقائِكُم الأول
شدت سوزان حقيبتها و أخذت بالهروله نحو البرج حتى وصلت وجدت طارق بالأعلى ينظر للسماء و كأنه يُخاطب الطيور أو السماء ، سمعته يشكو الله من حياته ..
لم تجد سوزان سبيل للوصول له إلا عن طريق رافعة العمال ..
ذكرت سوزان مشهد المُمثل أحمد حلمي في فيلم مِطب صناعي و هو يتسلق الرافعه ، و لكن هذه المره لم يكن فيلم سينمائي هُناك من سيُنقذ أحدهم من السقوط ، من سيسقط فيهم سيموت ..
تسلقت سوزان الرافعه و هيّ تدعو الله أن يراهم أحد و تنادي طارق ...
_ طارق حبيبتك بالأسفل توقف عما تفعله ماذا ستقول لله
لم ينظر حتى لها طارق ، سوزان تخشى المرتفعات و ما أن وصلت للطابق الثالث حتى أغُشيّ عليها في الرافعه و هيّ تستمر بالصعود ..
ما أن وصلت الرافعه الطابق العاشر حتي لاحظها طارق و أخذ يُنادي عليها .. بصوت متهتك و يمد يده تِلك التي كانت تخشى سوزان منها ..
_سوزان سوزان ( نظر للسماء مره أُخرى) يا الله يا الله أنقذها يا الله
توقفت الرافعه فجأه في الطابق الثاني عشر ، طارق يدعي الله بصوتٍ عال سوزان مُغشى عليها غاده بأسفل البرج تصرخ طالبه النجده
حاول طارق تحريك الرافعه صعوداً مراراً و لكن محاولاته بائت جميعها بالفشل
و في محاولة التحرُك نحو الأسلاك الكهربائيه قوبل بحجر أسفل قدمه أخل اتزانه ليقع طارق من فوق البرج ميتاً ..
أُنقذت سوزان و مات طارق ..
أُنهيت تِلك القصة التي تركها طارق عالقه ..
مات طارق تاركاً القصه بدون نهايه ظن أن النهايه رجوع سوزان لحياته مره أخرى ، أو تذكرها إياه أو حتى حياته على أثر ذكراها ، و لكن كان للقدر نهايه أخرى ..
التعليقات