عندما جائني يستأجر قلبي؛
وعدني بأنه سوف يحميني من كل شيء يمكن أن يؤذيني في المقابل.
فصدقته، ووقعنا معا عقود الوفاء.
ولكنه ما إن دخل لقلبي واستقر له الأمر حتى ظهرت حقيقته، ولم يسلم منه شيء في حياتي، حتى أنه منعني من مواجهة الحياة نفسها، وحبسني في نطاق الراحة وطول الآمال.
وجعلني أتردد قبل اتخاذ أي قرار حتى لو كان شرب كوب من الماء، ثم قتل الثقة واغتال الحب ومنع عني الراحة والحنان.
ورغم كل محاولاتي لم أتمكن من ردعه، ففي كل مرة كنت أهم بمواجهته فيها كان يهددني بأسطورة تلك الأشباح التي تسكن القلوب الخاوية، كنت أصدقه لاني لم يكن لدي خيار آخر، فرغم علمي بأنه يكذب إلا أنه كان يتمكن من إقناعي دائما بطريقة ما؛
مرت الأعوام وهو قابع بين جنبات فؤادي يعيث فساداً في مشاعري وأخلاقي، ينشر أعوانه في عقلي ليرسموا الذكريات الجميلة عن العالم بشكل يجعلني أتجنب تذكرها مرة ثانية، فلا يبقى إلا هو وهو يبقي متحكمًا في ردود أفعالي كلها إلى الأبد.
ولكن رغم كل ما قام به إلا أني أعتدت على وجوده، وعلى كل تلك التساؤلات الغريبة التي يطرحها عليَ كل يوم عن طبيعة علاقاتي بمن حولي، وكذلك اعتدت على تعليماته اليومية الصارمة التي صارت مملة ومزعجة إلى أبعد حد، حتى صرت أقوم بأشياء لا أريد القيام بها لكنه يجبرني عليها بذريعة أسطورة الأشباح؛
حتى بدأت أدرك شيء فشيئًا أنه يؤثر على علاقتي بمن حولي، بل وأنه يحاول فقط إبعادي عن أحبتي وقطع علاقتي بهم!
حاولت مقاومته مرة أخرى لكنه كان هادئا تماماً هذه المرة، بينما أنا ألملم كل أغراضه وأرميها خارج قلبي ،وخرج هو بعدها ونظر إليَ مبتسما وقال: ستعود.
وبالفعل بعدها بأيام قليلة عدت إليه باكياً راجياً إياه أن يعود
فهمس في أذني قائلاً:
أنظر يا صديقي أنا نصف الحقيقة في هذا العالم، لا يمكنك التهرب مني أو الإفلات من قبضتي، وخاصة بعد أن صار قبلك مسكني وروحك هي زادي؛
أنا لست هنا لأستولي عليك، بل أنا هنا لأحميك من العالم كله، من الخطر الداهم في كل شيء حولك، أنا ونفسك نعمل ليلاً نهارً حتى تكون أنت بأمان.
سألته: وماذا عن احبائي لماذا تبعدني عنهم.
رد في ثقة: عودتك إليَ اليوم باكياً إجابة على سؤالك.