عادت(لين) لمنزلها بعد يوم عمل حافل بالإنجازات التي حققتها هي وفريق عملها المترئسة عليه، وكان بسببًا في فوز الشركة بعقد شراكة مربحة للغاية، جعل من زملاء العمل يهنئونها في حب، لإجتهادها، لتري والدايها جالسين لتقابلهما ببسمة فرحة، وعينيها تملؤها الإمتنان نحوهما، لتهرول محتضنة إياهما في حب وتخبرهم بنجاحها اللذان يعدان سببًا به، ليبادلوها بحب، وحنو، أسرة محبة وإن أختلفوا يومًا.
ليقاطع لحظتهم العفوية هذه صوت أخيها:
أخ لين: هكذا يأتيك الغدر من أقرب الناس إليك.
لترتفع ضحكات والدتهما لمعرفتها بغيرته المحببة لقلبها، لتفتح يديها له بحب لينضم لهذا العناق العائلي بحب.
لتمر لحظاتهم الأسرية هذه وسط تذمر أخ لين، وضحكاتها على طفوليته وإن وقف علي بداية الثلاثينيات من عمره، وعين والدتهم المطالعة نحوهما بحب، تدعو بخاطرها أن يحفظهما الله لها، ووالدهما المتابع بصمت بعدما يأس من أفعالهم الطفولية هذه.
لتنهض لين متجهة نحو غرفتها بعدما أستأذنتهم لتخلد للنوم في اليوم كان شاقًا، مليئًا بالتوتر.
ليأذنوا لها متنمين لها الراحة، والعافية.
لتغفو قليلاً بعدما أدت فرضها، لتستيقظ بعد عدة ساعات لم تعلم عددها على يد أخيها يهز كتفها بهدوء لتزيل (المنامة) لتناظره وهي تتمدد بتكاسل ليخبرها أن تلحقه بالخارج، ويذهب لتنظر إلي أثره وهي لا زالت تحت تأثير نومها مررت دقائق قررت فيها التغلب على رغبتها في إكمال نومها لتنهض بتكاسل تلحقه ملتقطة هاتفها للخارج لتحتلها الصدمة، وتركض تحتضنه في حضن أخوي، ليحاوطه بذراعيه وكأنه يخبرها أن أحضانه مكانها الأمن، لتبتعد عنه وهي تخطو بفرح وطفولية فتاة في منتصف عقدها العشريني، نحو الطاولة تطالع الكعكة التي صنعها أخاها لها بشهية عالية تود إختبارًا كم هي لذيذة.
لتخرج هاتفها من ملابسها تلتقط عدة صور للكعكة، وأخري مع أخيها.
ليجلسا يتسامرون أحاديث مختلفة، وإهتمامات متنوعة، ونقاش يبدي كل منهما رأيه به.
لتشارك لين لحظاتها مع أخيها عبر صور من الكعكة المصنوعة بحب من قبله فخر بها على إنجازاتها، وصورة قد جمعتهما.
لتنهال عليها الإعجابات، والدعوات بالبركة بعمرهما ودوام المحبة بينهما.
جلست بعدها تقوم بروتينها اليوم بعدما شعرت بالحب من كلمات متابعينها.
لتأتيها رسالة نصية مفيدها:
إن فتاة رسخ بذهنها منذ الصغر أن الزواج عبارة عن حب، ومودة، ورحمة، وتكاتف في حمل المسؤولية، ترعرعت، ونشأت وأباها يفعل هذا بالفعل مع والدتها، كانت أسرتها مليئة بالحب والتكاتف كـ عائلة لين هكذا، أن مرضت والدتها، ولم تسطيع أن تقوم بطهي الطعام فكان والدها يعود من عملها يأخذ القليل من الراحة، ومن ثم يدلف للمطبخ ليقم بطهي الطعام، وتساعده هي في غسل الأواني لإنعدام خبرتها في المطبخ، ولصغر سنها، كانت تري والدها يقوم في الكثير من الأحيان يقوم بالتنظيف إن أفسد ذلك، وكان إخوتها الذكور هكذا.
وتزوجت وأنا مرسخ بهذا بداخلي
لكن المجتمع يرسخ أيضًا أن الذكر ذكر، لا يبكي، لا يبوح بألمه، لا يعول مع زوجته القليل من المهام المنزلية.
مر شهر على زواجها وكان زوجها قد عاد من العمل وحصل على 3 أيام أجازة لتقرر حينها تجهيز متطلبات طبقه المفضل، وأنتظرت عودته، جعلت من صوت الست يدوي في الارجاء، متتابعًا معه رائحة بخور، لتمر الدقائق وتسمع بصوت سيارته أسفل البناية، لتناظر الشرفة تأكيدًا، لتقهقه في سعادة لعدم خيبة معرفتها،
ليدلف بعد لحظات لتستقبله في مودة، وتخبره أنها في إنتظاره لحين عودته سيجدها بمطبخ البيت، وبالفعل لحق بها فور إنتهائه، ويتسأل عن الطعام،وهو يأخد نفسًا
عميقًا يطالب به أستنشاق رائحة الطعام في الأرجاء
لتخبره وعينيها يغزوها الآمال أن يطهيانه معًا.
ليصاب بصدمة كبري.
ليخرج صوت معدته الثائر جوعًا مخطلتًا مع صوته الذكري الذي يمثل الرجل العربي في متطلباته.
أللآن لم تنهِ الطعام بعد؟
وصلها صوته، وعلى عكسه لم يصله صوت إنكسار خاطرها الذي مزقه.
لتقرر حينها أن تصمت فما يقال بعد خيبتها به؟
لتنتهي من طهي الطعام في أقل من ساعة، وتقدمه، بينما تشعر بأنها تقدم فؤادها ليمزقه، بشوكته بدل من قطع اللحم.
أنهت (لين) قراءة محتواها، لتشعر بها هي لم ترده مثاليًا بقدر ما أرادته محبًا يرغب بالتودد والقرب منها، يحبذ أن يشاركها الأوقات ويشعر أنها لم تعاد مرة أخري، سيندم على ذلك، حتمًا سيندم
شاركت رسالتها للجميع، وأضفت:
نعيش في مجتمع ذكوري شرقي حتمي، حتي في مشاعره لا أحد يضاهيها في حبه لذاته، وتذكره بأنه ذكر، لا يضعف ولا ينهار، بل ويتباهي بذلك، كما أن بعض كبار السن من الرجال يخافون شماتة الغير حين المرض، يريدون أن يظلوا لحين تتوفاهم المنية أصحاء، أقوياء، بكامل قواتهم، لا يعلمون أن الحياة لها تسلسل، ولكل زمان، وسن طبيعته.
ولكن أرتقت الأسر وأصبح بعضها يتصالح ويؤيد أن مشاعر الرجل لا تعيبه، إلا أن الفئة المؤيدة للعيب، لا زالت متواجدة، ومرسخً ذلك ذهنهم
حتي الأناث من الأمهات تثور بوجه زوجة ولدها أن تطالبته بالمساواة، مشاركتها في أعمال المنزل وخصوصًا إن لم تكن معتادة على وجود طفل أول بحياتها، تختبار المسؤولية لأول مرة، تشعر بالفشل وتود التربيت على كتفيها وأخبرها أن التجارب كفيلة بإكسابها العديد من الخبرات.
الزواج عبارة عن مودة، وحب، رحمة، أنفس خلقها الله ليعيشا سويًا
قال ﷺ:
(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)
وفي هذا الحديث دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها، ومن جملتها أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والعيال من أفضل الأعمال والقربات، وفاعله من خيرة الناس.
#مودة_ورحمة.
#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم
#منة_محجوب
#خواطر #شعر #خربشات #قصائد #كتابات #أدبيات
#مسافر_فى_دنيا_الأدب
#حلقات_مسلسلة
التعليقات