أولويات حياة

قررت (لين) أن تسرد لمتابعينها تفاصيل مشكلة حدثت بالأمس تري أنها منتشرة وسط الأزواج الجدد.

الجميع يظن أن الزواج حياة وردية، تخلو في كثير من الأحيان من المشاكل، والصعاب، وأنهما دوما على نفس القرار، لا إختلاف في وجهات النظر، وأنهما سيبذلان قصارى جهدهما في محاولة تمضية الأمور، لذا يتجنبان مشاكل قد تكون حدثت في فترة التعارف أو الخطوبة، أي مرحلة ما قبل الزواج، ومن هنا تمكن من نشأة الخلاف، فكلاهما توقع التغاضي، وحل الأمور، وراحة الطرف الآخر، وكلاهما يطمح لمن يريحه، تمضي الأمور ويتغاضى، وكل منهما في كِبر ينتظر تضحية الآخر له، وبنفسه شيء قد كسر عائدًا لآماله في شريك حياته، وهذا ما حدث مع صديقة (لين).

حدث الكثير من الاختلاف في وجهات النظر، والكثير من الخلافات، وراء ذلك عدم تقدير منها لغيرته المفرطة، التي أصابتها بالإختناق الذي أشعرها بأنها أسيرة تحت رباط علاقتهما.

كانت صديقة (لين) وزوجها المستقبلي في أحد المقاهي يدردشان سويا حول أمور زواجهما ليتقدم منهم شاب ويهتف:

_ (فيروز) كيف حالك، لم أركِ منذ حفلة التخرج.

لترتبك حينها من نظرات زوجها المستقبلي التي توحي بإنفجاره في أي لحظة.

لتصافحه (فيروز):

_ أهلا بك، يا أحمد.

وتسحب يديها سريعا وتشير لـِ (معتصم) الجالس وتعرفهما ببعضهما.

ويمضي الوقت وهي خائفة من أن يكون فظًا في معاملته مع (أحمد).

وبعد مرور بعض من الوقت وهي قلقة لينهض (أحمد) مستأذنًا يود الرحيل.

ليرحل ويغمض (معتصم) عينيه بقوة، بينما يقبض علي يديه بقوة محاول أن يوازي أنفاسه، ويهدأ ذاته.

ليفتح عينيه لتتلاقي بعينيها الحائرتين من ردة فعله.

_(معتصم): ألم أخبركِ مرارا ألا تصافحي رجلاً، وإن كنت أنا، لطالما لم نعقد القرآن؟

_ (فيروز): أعلم هذا، ولكنه كان من العيب أن يسحب يده في خزي، لأنني لم أبادله المصافحة.

_ (معتصم): كل مرة تعترضين بأنه عيب.

(أردف جملته بغضب شديد)

_ (فيروز): أنا أعترف ب....

بتر بقية جملتها وهو يقول:

_ (معتصم): لا تتعلمين، في كل مرة تخطئين، وتثيرين جنوني.

_ (فيروز): أعلم أنك تغار، وهذا حقك ، ولكنك ألا ترى أنك تبالغ في غيرتك، أنت تعلم جيدًا أنني مكتفية بك وحدك، لم تسمح بالشكوك التسرب إلى داخلك.

لتلملم أشياءها وتغادر، ويخالجها شعور الضيق من تصرفاته.

وخلافهما عندما لم يهتم بمعرفة تفاصيل يومها لتتهمه بأنه لا يبالي بأمورها، ويتصدر كل منهما للآخر بخطأه في الخلاف السابق، ليبتعدا عن بعضهما دون أي مبرر لفعلتهما، لا يسألان عن أحوال بعضهما، لا يذكران بعضهما بمواعيدهما الخاص، لتقرر هي في إحدى المرات التي ضاقت بها ذرعًا من فتور علاقتهما، أن تبدأ بالتحدث معه ليستجيب هو بدوره،

ويقرران عدم التناقش في أي أمور من هذه إلا بعد الزواج، معتقدين أنهما بذلك قد يكونان هدأ واحترام بعضهما، وأعتادا على خصال بعضهما، يال السخرية وكيف يعتادان وهما تجنبا حدوث المشاكل دون أن يعيا، دمرا ملامح علاقة قد يكون اختلافهما فيها يثمر بقوتها.

التفكير هذا خطأ يفتقد لكثير من الضوابط.

من الأفضل إنهما يتحدثان بهدوء مبدٍ كل منهما عما يصيبه بالإنزعاج من الآخر.

كذلك تكون العلاقات الصحية الناضجة، لا أفعال الصغار تلك، وغضبهم بضرب الأرض بأقدامهم إعتراضًا واحتجاجًا عما لا يرضيهم، ولا يبغونه.

ويحترمان بعضهما، وإن حدثت ملابسات، وأخطاء بالبداية ليعتادا عليها فيما بعد.

شاركت (لين) هذه الظاهرة لمتابعينها بعد أن هدأت صديقتها وإمتصت غضبها بهدوء إنعكس على فؤادها لتبرد نيران فؤادها مقررة العمل بنصيحة (لين) وهي التعقل في إتخاذ القرارات، ومعرفة كيفية معالجة الأمور.

#أولويات_حياة

#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم

#منة_محجوب

#خواطر #شعر #خربشات #قصائد #كتابات #أدبيات