-صديقي العزيز، مُنذ أن رحلت

وانا أكتب لك رسائل أعلم يقيناً أنك

لا تقرأها ولن تقرأها أبداً، بالطبع أنت تعلم،

لا يُمكنني أن أشرح ما أشعر به بالحديث،

او بالغناء، الرسم طريقة جيدة جداً للتعبير

عما يحدث بداخلنا، لكنيّ لا أستطيع التعبير به،

لذلك، كما تعلم، ليس لي ملجأ الأ أن أكتُب،

وإلا سأنفجر كبركان ظل خامداً لقرون..!

كيف حالك يا صديقي؟!

مُنذ أخر لقاءً بيننا لم نتحدث..!

أتذكر عناقنا الأخير؟، أتذكر يدي التي

أبت أن تترك يدك؟، رحلت كما ترحل طائرة

مُتجهة إلىَ بِلاد الأحلام لم استطع أن الحق بها،

ولكن سألحق بِها ذات يومٍ، رحلت صامِتاً،

دون حديثاً يهوّن علىَ قلبي رحيلُك،

رحلت دون أن تُخبرني ماذا أفعل عِندما

أريد أن أبكيّ علىَ كتفك، هل كان الرحيل

بتلك السهولة؟!، رحلت كما يرحل القمر

عن كاتِباً يهوىَ الليل، رحلت كما ترحل أماً

عن طفلها أول أيام المدرسة، و تتركه،

ليس وحيداً و لكن خائفاً،

كيف حالك يا صديقي؟!

أما زِلت علىَ عهدنا أم تخليت؟!

أما زِلت تجهل الطريق دون يدي،

كما أخبرتني يوماً، أم وجدت يداً أخرىَ تدلك

للطريق؟! نعم وجدت من يرعاك، وجدت الله

في سابع سماه، صديقي أحمد، لم أصُدق

أنك رحلت بعد، و لكن إعلم، أنا هُنا، كما تركتني،

أتذكرك و أبتسم بوجعاً لا يُطاق، لربما عاتبتك،

لربما غضبت مِنك، لربما أخبرتك أنيّ لن أسامحك

علىَ ما فعلت، و لربما كان قلبي في هذا الوقت

سامحك بالفعل، انا هنا يا صديقي وأنت هُناك

بالجنه تُقابل الله جلّ في عُلاه،

أنتظرني أنا قادمٌ إليكَ ذات يومٍ،

فأنا لن أنساك يا صديقي.

-الذِكرى المؤلِمة الأولى لوفاتِك.