الشمس تغرب.. انت و صديقك تجلسان في فناء المنزل ، و أثناء حديثكما إذ بعينك تقع على جسم اسود اللون بجانب شجرة الليمون يتضح و كأنه كلب أو ذئب ما!

تستغرب! كلب في فناء منزلي!؟ فتقاطع صديقك وهو يتكلم ، و تقول له بكل فزع: هناك كلب في فناء منزلي يا رجل!

حسناً ، دعنا نتفق أنك حقاً فظْ لمقاطعة صديقك اثناء حديثه!

فإذ بصديقك يستغرب مثلك لما رآه! و أخذ كل منكم يلّح على الآخر ليذهب و يكتشف ما الأمر.

طيب ، و ما نهاية هذا الإلحاح ؟ هل ستُثبت لصديقك أنك جَبَانُ الكَلْبِ و تذهب لترى بنفسك ما الأمر؟ أم سيذهب صديقك؟

حسناً ، بالفعل صديقك أخذ قرار بأن يذهب هو ، فتأتي أنت لتفسد الأمر و تقول له: "يا لك من كَرْدَم يا محمد" ، فينسى محمد المسكين الأمر بأكمله و يحلف انه لن يذهب بعد إهانتك له بكَرْدَم.

أي إهانة يا صديقي ؟ أنت فعلا كَرْدَم! فتشتعل مرةً اخرى نيران غضب صديقك محمد و ينهال عليك ضرباً ، و أنت في محاولة إيقافه لتخبره بأن كَرْدَم تعني شجاع! و لكن للأسف لغتنا العربية يا مُحمد جار عليها الزمن !(

و في أثناء شجاركم ، إذ بوالدتك تنادي عليك من الشرفة المطلة على الفناء ( بإشارة الى الجسم المخيف ) : "يا بنيّ ، ناولني هذا البشكير فقد وقع مني بالخطأ و أنا اُعلقه على حبال الغسيل ليَجِف".

صراحةً ، الوالدة وضعتكما في موقف لا تحسدانِ عليه ، يا لك من تافه أنت و صديقك!

( الكبسولة اللغوية )

- كَرْدَم = شُجاع

- جَبَانُ الكَلْبِ = مِضْيَافٌ كريم