مؤخرًا بتنا نسمع أخبار عن تعذيب الأطفال كان خاتمتها خبر وفاة الطفلة "جني محمد" علي يد جدتها في مصر وهذه ليست الحادثة الاولي من نوعها فأخبار تعذيب الاطفال في دور الايتام كثيرة ، ومنذ شهر تقريبًا آثارت قصة الشابة الفليسطينية "إسراء غريب" غضب مواقع التواصل الإجتماعي بعد ما تم قتلها علي يد والدها وأخواتها.

للأسف موضوع قد يصل حد الكارثية ومأساوي من جميع الجوانب..

لماذا وصلنا إلي هذه الدرجة من العنف عند تربية أولادنا برأيكم ؟، أعتقد أن من عدة سنوات مضت ما كان سيخطر موضوع كهذا في أذهان العالم وخصوصًا نحن العرب..

"عقوق الآباء للأبناء" هو مصطلح عكس "عقوق الأبناء للاباء" ، لأنه كما يوجد "بر الوالدين" وهو مصطلح شائع جدًا في وطننا العربي علي حساب مصطلح آخر لا يقل عنه أهمية وهو "بر الابناء" وهنا يتحتم عليا ذكر حديث الرسول – صلي الله عليه وسلم – (اتَّقوا اللهَ، واعْدِلُوا بينَ أولادِكمْ، كما تحبونَ أن يَبَرُّوكُم)، يعني علشان تلاقوا بر الآباء لابد من وجود بر الأبناء، بالعربي قدم السبت عشان تلاقي الاحد...

فما أكثر المواعظ التي تحث علي بر الوالدين، وكثيرة جدًا جدًا الدروس التي تحكي عن عقوق الأبناء لوالديهم، لكن أين هي مواعظ بر الابناء ؟، فبعد كم الحوادث الي ذكرتها من قبل كان لابد من طرح هذاالسؤال المهم ...

التربية عزيزتي الام، وعزيزي الاب، ليست فقط تقديم الملبس، المسكن، الطعام والشراب وغيرها من أحتياجات مادية.

علي العكس التربية هي أسمي وأرقي وظيفة يقوم بها الوالدين لإنشاء فرد سوي صالح لخدمة مجتمعه ووطنه محبًا لربه ودينهُ، وهذا يكون نتيجة للإهتمام بالنواحي الجسدية و العقليـة والروحية والوجدانية.

هل وجدتموه شيئًا صعبًا ؟ إذأ لماذا جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات ؟ ولماذا قال في كتابه العزيز بسورة الإسراء بسم الله الرحمن الرحيم : " ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) "

لذلك قد يكون أبسط ما يمكن تقديمهُ لأبنائنا لأنشائهم بشكل سليم هو المساوة في المعاملة وعدم التفرقة، أستبدالهم الرأي ومشاركتهم هموم الحياة، الإستماع ثم الإستماع ثم الإستماع .

وأهم ما في الأمر إياكم والعنف فما من ألم جسدي ربا، وما من لفظ مسئ أصلَح.

وأريد أن أطرح عليكم أيضًا كيف يمكننا من أن نُحد من هذه الظاهرة التي باتت واقعًا في مجتمعنا ؟ وهل هناك إجراءات قانونية مقترحة لحماية الأطفال من آبائهم ؟؟

في النهاية العبارة الجميلة : ( أبنائنا هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، نحن لهم أرضٌ ذليلةٌ، وسماءٌ ظليلةٌ، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، فإن يحبوك جهدهم، ويمنحوك ودّهم فلا تكن عليهم ثقيلاً، فيملّوا حياتك ويتمنوا وفاتك).