حتى صياد السمك البسيط يمكنه المنافسة

معضم الاشخاص الفاشلين في حياتهم ليس لسوء حضهم ولاكن تنيجة عدم استعمال العقل

فهناك اشخاص فعلا مسارهم الدراسي مليئ بالفشل ولاكن هذا لا يعني انهم سيبقون طوال حياتهم عاطلين عن العمل وهاذا ما اراه يتضح جليا في بلدي الجزائر فمعضم الجزائريين العاطلين عن العمل نتيجة ضعف المستواهم الدراسي تجدهم يميلون نحو الهجرة وترك البلاد فميولهم هذا غالبا ما يكون نتيجة فكرهم المحدود ...فبما ان البشر لا يكتفون من متطلبات الاساسية لعيشهم كالاكل مثلا لا لحصر.. يعني بالضرورة هناك اعمال شاغرة تنتضر المستثمر القادم

فبائع السمك مثلا يستخرج ثروته من العدم فهو كالمستثمر يستثمر مقدار من المال والجهد وجائزته كبيرة.. مهلا هل السمك يعتبر ثروة لا يا صديقي فكيلو جرام من سمك لا يساوي شيئا ولاكن ان ضاعفنا هذا العدد عشرات المرات فستصبح ثروة ...اما المزارع فهو يستثمر جهده في الزراعة وبعض المال في شراء ادوات الزراعة وبعد ان ينتج محصوله يصبح لديه قناطير من المحصول الثمين ونفس قاعدة الكمية الكبيرة تساوي ثروة تطبق عليه وهناك العديد من مجالات الاخرى كالتجارة الصناعة...

ولاكن ان كانت هذه الاعمال تبدو واعدة جدا ولا تحتاج الى مستوى دراسي لماذا نجد بعض عمال تلك المهن يروها من منظور اخر تماما وغالبا ما تجد عمال تلك الفئة من العمل فقراء رغم انهم يوفرون لباقي الناس ضروريات الحياة... حسنا ربما العمل الشاق يدفعهم لتقاعس عن العمل وفي نهاية تجدهم يحاولون قد استطاعته بيع ما انتجوه وغالبا ما تكون سلعهم سيئة الجودة وبالتالي حصولهم على مبالغ ضئيلة مقابل جهدهم وهذا ما يشكل لهم صورة ان عملهم لا يمكن الارتقاء به ليصبح مصدر دخل مرتفع

من اسوء الاسباب التي اضنها عامل حاسم في نجاح عمال هذه الفئة من عدمه هو نقص في فهم ما يقومون بفعله حقا فهم يكتفون بالتقليد فان نجح شخص ما في تكوين ثروه من عمله لنقل مثلا صيد السمك فستجد كل اصدقائه تجهو نحو صيد السمك سياسة القطيع فالواحد يقلد الاخر بدون اي محاولة لفهم ما يقوم به فهو بالنسبة اليه الصيد عبارة عن استيقاض مبكرا .الذهاب للبحر ان كان الجو جيد. ورمي الشباك. ثم الانتضار. وبعدها البيع. وان سالته ما نوع هذه السمكة يقول لك سردين.... وتجده مشتكيا لماذا عمله سيء ودخله متدني لانه ببساطة تكاسل عن التفكير فمثلا هو صياد سمك يجب عليه قراءة عن السمك عن انواعه ومواقع تكاثره وعلى اي عمق يكون متواجد عادة وطرق التي يتبعها اشخاص ناجحين في عمله وادراكه لجانب العلمي لعمله يحسن ويعزز من قدرته على الانتاج وكذالك بالنسبة لمزارع يجب عليه تعلم ولو قليل عن النتباتات وطرق الرعاية بها ومكونات الاسمدة بدلا من غرس المحصول املا ان يكون انتاجه وفير

الانترنات مليئة بمصادر الجيدة جدا في كافة المجالات ولاكن لاسف فانترنت عند الكثير من عمال هذه الفئة هو الفايسبوك غير مدركين لضرورة الالمام بجانب العلمي من عملهم عن طريق متابعة دورات خاصة قرائة كتب وغيرها ...

فمثلا المعلم فعمله مقتصر على تلقين الطلاب والطالبات شتى العلوم ولاكن التلقين وطريقة الشرح تعتبران فن بحد ذاتهما ولاكن اغلبية المعلمين لا وجود لهذين المتغيرات في معادلتهم ويتسائلون لماذا هذا الجيل لا يحب الدراسة وقليل الادب.. ببساطة لان التعليم ليس عملية نقل البيانات من حاسوب لاخر بل تتم عبر طرق اخرى تماما وعلى المعلم ان يكون بدراية عنها او البحث عنها.... مثلا استعمال طريقة الطماطم في التعليم... بدل فرض القوانين على الطلاب اجعلهم يضعونها بانفسهم والمعلم يصحح لهم... اشعال جمرة المنافسة بين الطلاب والتحريض بينهم على الدراسة طبعا....

من وجهة نظري تعتبر هذه الفئة من الاعمال الاكثر دخلا كونها تلبي حاجة الانسان الضرورية ولاكن معضم ممارسيها يضعون الحدود لمعارفهم وعدم تطرقهم لجانب العلمي جعل منهم محبطين وغير قادرين على الارتقاء بعملهم وجعله مصدر دخل مرتفع...

ان اتيحة لك الفرصة لتعمل فقط شهر في اي عمل ينتمي لهذه الفئة من العمال كالتجارة صيد السمك تربية الدجاج.... فهل سوف ترتقي بعملك لمستوى اعلى بنهاية الشهر ام تضل تمارسه بشكل روتيني يوما بعدا يوم