صبية ماشية في الشارع، بتمشي بحال سبيلها ومش معترضة طريق حد، طبعًا كيف نخليها ماشية بحالها؟ لأ! لازم يطلعلها شب ويمشي وراها ويجنن عيشتها، وبمعظم الحالات؛ أكثر شي راح يعمله إنه يحاول يقرب منها ويرمي فضلات لسانه عليها، بس إذا كانت تعيسة الحظ ممكن يعمل أكثر من هيك، ممكن يطَّلِع سكين أو سلاح ويهددها بالقتل إذا ما أعطته الّي بده إياه! ويا بترضخ.. يا بتموت.

الظاهر من القصة ان البنت مسكينة، بس ما دامها عايشة في مجتمع لا يرحم، فما في أي مخرج من الورطة إلا إنها تخلي الّي صار سر وما تفضح حالها، وللأسف من هون بتبدأ حياة الجحيم.. تفكير مستمر بالانتحار، كوابيس في الليل، تناول أدوية ضد الاكتئاب، ضعف في الشهية، إرهاق وتعب وفشل في الدراسة وقلة تركيز، ومن قوة الصعقة أكيد راح يكون لازمها علاج نفسي لأنه مستقبلها من بعد ما ابتدى.. انتهى.

بينما الضحية عايشة بجحيم، المغتصب حر طليق وما في حد بيحاسبه في بلدان تُعتبر من أسوأ بلدان العالم بجرائم الشرف، إذا راحت الصبية للشرطة وحكتلهم مشكلتها، فشي عادي إنها تتعرض للمضايقات اللفظية وأحيانًا الجسدية من بعض رجال الأمن، وبيتحول رجل الأمن من أداة حماية إلى أداة ابتزاز، ولو خبرت القصة لأقرب الناس إليها، أبوها ممكن يضربها ويهددها، طبعًا إذا ما إجته جلطة من هوّل الخبر، امها ممكن تهجرها وتعاملها باحتقار ومذلة.. بأحسن الحالات أخوها إذا ما قتلها راح يعمللها عاهة مستديمة، الجميع ما راح يصدقها وراح يتخلوا عنها ويعتبروها عار، وإذا وصلت الخبرية خارج نطاق العائلة الكل راح ينعتها بالعاهرة بسبب غلطة ما غلطتها، وإذا حبت العائلة تصلح الأمور فأكثر شي ممكن يعملوه انهم يجوزها. بس يجوزها لمين؟ لمغتصبها..! قال ليش؛ عشان الفضيحة وسمعة العائلة.

ما أشطرنا بلوم الضحية، أكيد كانت لابسة هيك ولا هيك، أكيد ضحكتله، أكيد حكتله تعال، أكيد كانت موافقة، المهم نطَّلع المجرم بريء ونتعاطف معه بأي طريقة حتى لو كان على حساب حياة البنت، والمسكينة مش بإيدها تعمل شي، اتعلمت من الطفولة على الضعف والرضوخ للسطوة الذكورية الّي دمرت مستقبلها وأعطت مبررات مجتمعية ودعم قانوني لاغتصابها بقوانين بتحمي مغتصبها، وكم هو مُخزي تشوف أشخاص بيبرروا التحرش والاغتصاب حتى ولو بطريقة غير مباشرة.

بدل ما تلوموا بناتكم، علموهم يدافعوا عن أنفسهم بهيك مواقف، يثقوا بأنفسهم من الصغر، يحبوا الحياة، ومهما واجهوا مشكلات كبيرة، هذي مو نهاية العالم، لكل مشكلة في ألف حل، إذا ما وقفتوا بجانب بناتكم بأصعب الأوقات، فعنجد أنتَ كأب ما بتستحق تسمع كلمة بابا وأنتِ كأُم ما بتستحقي تسمعي كلمة ماما.