لماذا التكلم عن الجنس يعتبر عيب و تابو حتى و لو بشكل علمي!

بطريقة ما، هذه المقولة تنطبق على مجتمعاتنا برأيي.

المشكلة أبعد من هذا بكثير

أنت استدللت بمواضيع عبر اليوتوب لقطب لو ألقيت نظرة قريبة على أي موضوع آخر يشرِِّح المجتمع، يتحدث عن الدين بمفهوم مختلف، يتناول شرائح المجتمع الكثيرة ستجد هذا السباب والقذف والعراك الكلامي على كل شيء.

باختصار لدينا عُقد من كل شيء من جهة ومن جهة أخرى من يعلق في هكذا مواضيع أساسا هم أطفال فكريا أشخاص منغلقون يرون أنفسهم جديرين بالحقيقة والوصاية على الأفكار لذلك لاتستغرب من هذا إطلاقا

حين نصل إلى مجتمع متحضر غير تقليدي يفكر بكل شيء سيصبح الأمر عاديا. أما مع هذه الكمية الكبيرة من العقد التي تورّث كابرا عن كابرا سنبقى هكذا والله المستعان

ببساطة انها صفة من صفات المجتمع المنغلق.

حسب مستوى الطرفين الذين يتحدثون أو يتناقشون.

اذا كنت في وسط يهتم بالعلم أولا لن تعاني من طريقة تفكيرهم بالامر وسيكون كمن يتكلم عن التنفس او الهضم فهم في النهاية عمليات فزيولوجية معروفة ومدروسة ونتناقش بها إناث وذكور بدون حساسية.

على كل شخص ان يجتاز مرحلة (الأطفال في بداية مراهقتهم) وياخذ الأمر بمسؤولية أكثر وليس مادة للتندر او الإحراج -_-

يا سيدي (مجهول)...

اسمح لي بتغيير بعض حروف السؤل ليسوغ لي توضيح وجهة نَظري، "لماذا من الصعب التحدث في (الجنس)".

في الواقع التحدث في الجنس والاستشارات من ذاك النوع هي الوسيلة المُثلى لحياة جنسية جيدة والتحدث بعقلانية يجعلنا نسيطر علي شهواتنا بشكل صحيح، ولكن تخيل معي هذا المَوْقف وانت تَستشر أحد والديك في شأن ما من الشئون علي وتيرة التصرفات والأفعال الجنسية! من الصعب حتي التَخيُل، مع العلم اننا لا نخجل من الاستشارة في القضاء والعمل والامور الاقتصادية...

• أري بلا شك أن الاشكالية يا سيدي نبحث فيها من منبعها، كيف وصلت لنا تلك الصورة عن الجنس! اتحدث عن الصورة الغريزية الحيوانية وليست الشهوانية الانسانية، أغلب الشباب -حفظهم الله- لا يحملون في ذهنهم صورة للجنس غير تلك التي يُلاقي فيها شاب قوي بفتاة وسيمة وتمر الدقائق وتترسخ المبادئ البشعة عن الجنس لديه -حفظنا الله-، فهل تتصور انه من الممكن الحديث عن الجنس في تلك الحالة مع العلم ان وجود الظاهرة في الذهن البشري هي المُمثل الوحيد للوجود الموضوعي لذات الشىء، فلا تتوقع من شاب يحمل دلالات مُحرمة غير انسانية لمصطلح "الجنس" ليأتي ويسالك فيه...

انتهي.

أنا لا أرى أي مشكلة في اعتبار الكلام في الجنس عيباً! لماذا؟

لأن هذا يعتبر عيباً في ثقافة مجتمعٍ وأمة، ولكل أمةٍ عاداتها وتقاليدها التي لها كامل الحق في الدفاع عنها.

فلا يصح عندنا، كمجتمع عربي شرقي، الحديث في الجنس لأنه عيب. هو في عاداتنا مُحرم لا يجوز أن يكون ليلي ونهاري قراءةً وكتابةً وحديثاً عن الجنس.

طبعاً فيما عدا النطاق العلمي بكل تأكيد، فأنا دراستي، على سبيل المثال، تستوجب علي دراسة السلوك الجنس والأعضاء والغدد التناسلية في كلا الجنسين في الحيوانات والطيور، ولطبيعة دراستي لا آراه عيباً، ولكن لمن هم خارج هذا النطاق يرونني أذاكر فجوراً. ولكن هل عليك أن تنزعج من هكذا تصرف؟ بالطبع لا، لأن هذه عادات وتقاليد مجتمعي