هل تتفقون مع هذه الصورة؟

بغض النظر عن تفاصيل حياة هذه السيدة التي اقدر قوتها فعلا، اليست هذه المرأة مسكينة؟ وعيالها مساكين اكثر؟ والواقع المعاصر للمرأة تقريبا كذا يفرض عليها شيئا مشابها؟بعد كفاح طويل حصلت المرأة على قدر كبير من المساواة التي كانت تبحث عنها واصبحت العنصرية ضد المراة مستهجنة لحد واسع بل وحتى يعاقب عليها القانون.

رائع .. هذه المساواة واتينا بها، والعدل؟ أظن انه ترك لتغيير مجتمعي طبيعي مرافق من المفترض ان يعقب التغير الذي طرأ.

ولكن الآن أعتبر أن افراد المجتمع مازالو في مرحلة انتقالية بخصوص هذا؛ لانه حين نأتي للواقع نجد ان المرأة شائت ام ابت مربوطة بالبيت .. حتى لو لم تكن متزوجة، على الاقل في العالم العربي مما الاحظه التالي هو ما اشاهده:

  • اذا اشتغلت المرأة وهي غير متزوجة - او متزوجة حتى- بشكل غريب حقيقا يتوقع الجميع ان يتقسم الراتب عليهم؟ هذه الظاهره صدقا لا افهمها، شرعا مال المرأة لها عرفا لجميع أفراد العائلة بفعل ضغط الجماعة، حتى لو عليها التزامات مادية اخرى لسبب ما لايأخذها احد بجدية اذ ان في مؤخرة رأسهم مفهوما يقول : المرأة في العائلة تفكر بنا اولا، لماذا هذه المرأة لاتفكر بنا؟ لابد ان هناك خطأ

  • اذا اشتغلت المرأة متزوجة او غير متزوجة، اشغال المنزل لاتسقط عنها ولايشعر احد بالمسؤولية تجاه مسؤولياتها طبعا .. ترجع من الدوام ويتوقع منها ان تنفخ وتطبخ وتنظف وتعتني بالاطفال كربة البيت تماما، حتى البنت في بيت اهلها حين تعود من العمل تتوقع منها والدتها ان تعاونها في البيت وتدرس اخوانها الصغار وما الى ذلك والله بشكل عجيب! اما اذا اشتغل ولدهم -الاعزب- بعد عطالة طويلة تجد البيت كله فرحان والوالدة تقول ولدي حبيبي مسكين رجع تعبان هيا لنقوم جميعنا بإراحته بعد أن تكرم علينا واشتغل .

الرجل يعبد في بيته ويبجل حين يعود من دوام 8 ساعات، والمراة قد تعمل داخل وخارج البيت وبالكاد تنام وفوق ذلك سيراها الجميع مقصرة، والحاصل ان لا احد يحاول اراحتها حتى.

  • هذا يقودنا الى نقطة الرجل الذي لم يستطع مواكبة متطلبات العصر، مازال الرجل يتوقع ان يتدلع حين يصل من عمله مرهقا للبيت حتى لو زوجته/اخته/ امه حتى والله دخلت معه من الباب من عملها للتو هي ايضا !

لا يستطيع الرجل ان يستوعب ان لا مكان في الشريعه يقول للمراة ان شغل المنزل عليها وحدها، ولايستطيع ان يستوعب انها تعبانه مثله او انها قامت للتو بكسب الرزق كما يفعل، بل مازال ينظر الى البيت كله على انه مسؤوليتها وحدها بغض النظر عملت او لم تعمل وينتظر ان يكون كل شيء جاهزا لحضرة جنابه.

كم من شباب اليوم يقول انه سيساعد زوجته في اعمال المنزل وكم يفعل فعلا لاحقا؟؟ كم اصلا يساعد في بيت اهلها الان؟

  • ينتهي الامر بالمرأة مخلوقا يركض بلا هوادة فوق ماهو يركض بلاهوادة اصلا، وتنتهي المرأة عالقة بين توقعات غير منطقيه وواقع يفرض عليها ان تفكر بمليون شيء وتقوم بمليون شيء حتى لو لم يكن مسؤوليتها!