رسالتي إلى الملحدين

الغباء نقاش شخص مثلك اتخذ موقفه و حسم الأمر..و نسي أن الملحدين شخصيات مختلفة بخلفيات متنوعة و أسباب إلحاد تختلف من شخص لآخر ..ولا يمكن إختزال هذا السبب بالصدفة فقط.

أنا لست بملحد لكن كل ما قلته هراء وأيضا عندما تريد النقاش لا تبدأ بالسخرية من أحد

أولاً عنصر الإحترام غائب عندك وهذا ثابت بفضلك.

ثانياً يُمكن ذكر الكثير من الردود على حجتك، والتي هي برهان النظم بشكل أساس، لكن سأكتفي باثنين:

أولاً: نعرف بالُملاحظة والتجربة بأن الأشياء المصنوعة هي من عمل الإنسان وهذا عرفناه بالتجربة، لكن كيف تأتي وتُطبّق هذا على ما لا تجربة لديك عليه؟ من قال أنّهُ إن كان لديكَ هذا النظام الساري في عالم الإنسان فهو حتماً ساري بعالم الطبيعة التي لا يوجد فيها أساس لهذا الفرض لتنطلق منهُ كما في الساعة؟ وبالتالي فإن إثباتك يعتمد فقط على التشابه وهو إثبات عقلاني لا يخضع لأي أساس تجدريبي كما تدّعي (رد هيوم).

ثانياً: أنت تقول أن هذا العالم هو عالم مُتناسق وكامل لأنه من صنع الله، فمن أين لك هذه الثقة؟ هل جرّبت عوالماً أخرى للتأكد من صحة فرضيتك هذه؟ لا وقد يكون نظامك قليل الاتساق جدّاً لو نُظرَ إلى كل النظم المُمكنة (رد هيوم وراسل).

ثالثاً:

لذلك بالمُختصر إن برهان النظم قد يكون بُرهاناً عقلياً ميتافيزيقياً، لكنّهُ ليس بُرهاناً أبيستيمولوجياً حسيّاً تجريبياً أو وضعانياً بالمرّة كما تحاول أنت وغيرك أن يُصوّروه.

إن كان كان الإلحاد غباءاً فأنا سعيد بكوني غبيّاً شأني شأن هؤلاء الذين في الصورة (معظمهم أو كلهم ملحدين أو لادينين على حد علمي)

(امتحان صغير: إن استطعت تسمية خمسة من الذين في الصورة فأنت تقضي وقتك على Youtube بشكل جيد و مفيد)

على أي حال فإن مثالك هذا يوقعك كمؤمن في مأزق أكبر من المأزق الفكري الذي تحاول أن توقع الملحد فيه ففي حين تفترض أن وجود كون معقد و كبير يستلزم خالق مبدع و مدبر و تسخر من عجز الملحد عن إيجاد الإجابة الكاملة لهذا, أنت أيضاً لا تعرف من أين أتى ذلك الخالق الذي هو بطبيعة الحال أكثر تعقيداً و ذكاء بزليونات المرات

فكرة انطلاق الكون من العدم غريبة بالفعل لكنها مدعومة بنظريات و معادلات و براهين في حين فكرة (الله دائماً موجود, هو الأول بلا بدء) هي فكرة ساذجة و غير مدعومة سوى ببعض الكلام الإنشائي المكتوب في الكتب الثلاث.

ملاحظة جانبيّة: تعلّم الحوار فليس كل من يختلف معك بالرأي غبي.