لا طالما كان الخيال متنفسي الوحيد مند أن كنت صغيراً " و لازال لحدّ الآن " ، فتجدني أحياناً أسرحُ في تفكيري ناسجاً العديد من الأحداث و السيناريوهات ، متنقلاً من شخصية لأخرى و من فكرة غبية إلى أخرى .

ففكرة أن يعود بي الزّمن الى الوراء كانت تراوضني في الكثيرِ من الأحيان ، فكنت أتساءل دائماً هل إذا كانت هذه الإمكانية متاحة حقاً ، هل سأستطيع تغيير حاضري و مستقبلي إنطلاقاً من تغييري لأحداثٍ حصلت في الماضي ؟

كنت أقف عند هذا الحد و أبدأ بطرح العديد من الأسئلة المتشابكة التي تصب في إتجاهٍ واحدٍ ؛ هل من الممكن أن نختار قدرنا و أن نعيش الإحتمال الأفضل الذي صممناه بأنفسنا ،_أم نحن مسيّرون و أقدارنا محتمة ؟

كان هذا تفكيري مند أن كنت في سنّ العاشرة ، و الآن و أنا في الخامسة و العشرين لازلت أطرح نفس الأسئلة لكن بمفاهيم جديدة و أكثر دقةٍ مما كانت عليه في السابق .

أحياناً أجزمُ تماماً أن كل حدثٍ في حياتي كيف ما كان حجمه و أهميته لم يكن هكذا عبثاً ، فكما فسّر العلم ظاهرة "تأثير الفراشة " على أنه يمكن لرفرفةٍ من جناح فراشةٍ في مكانٍ ما أن يسبب زلزالاً أو تسونامي في منطقة أخرى في كوكب الأرض ، أفسِّر بدوري كوني "أنا" في هذا الزمان و في هذا المكان و ما أنا عليه الآن في كافة جوانب حياتي ، أنني نتاجٌ حدثٍ بسيط جداً حدث في زمنٍ بعيدٍ جداً ربما في حقبة ما قبل التاريخ !!

فلو وقع أي خلل بسيط في هذه السلسلة المعقدة من الأحداث في الماضي فقد لا أكون في هذا الكون نهائياً ، أو ربما قد يكون شخصا آخر أو قد لا تكون هذه الحياة من الأصل "لا تتعجب فكل الاحتمالات واردة !" ، فكل شيءٍ موجود في هذا الكون له دوره في تشكيل هذه الحياة و لم يوجد هكذا عشوائيا .

خلاصة القول أنا مطمئنٌّ تماماً لما أنا عليه الآن ، لأنني تأكدت أن حياتي البسيطة هذه بماضيها و حاضرها و مستقبلها قد تكون سببا في وجود هذا الكون ، أو على الأقل قد تكون سبباً في توازنه ...