للأسف , أصبحت اليوم العادات والتقاليد الذي تعيش عليها أغلب المُجتمعات العربيه جزء من الدين , وأصبحت الكثير من الخرافات الذي ينطقها رجال الدين يصدقها الناس بسهوله ويؤمنون بها ويتعصبون لأجلها
وأن عارضتهم بكل هذا قالو عنك كافر , ملحد , مرتد
أعتقد أن الدين والتقاليد يشتركون في "وجدنا عليه آبائنا"، ومن هذه النقطة كل ما جاء من القدم ومن الكبار-عمراً وسُلطة- يعد صحيح ولا غبار عليه، لذلك لا أحد يجادل في تلك الأمور ولا يظن بأن لديه الحق في التفكير فيها.
من احد المشاكل في العالم هو عدم التفريق بين الدين والثقافة الدينية
بمعنى ان هناك اختلاف كبييير جدا بين الاسلام والثقافة الاسلامية
فتختلط الامور ويصبح الفهم ضيق جدا ويتم توجيه جميع التهم دائما للدين
وايضا اكبر عدو لنا كعرب هو انفسنا , دائما ما نسمع دون فهم دون بحث عن الحقيقة والصدق وهذا سواء كان الامر متعلق بالدين او بامر اخر
فمثلا الناس تعتقد انه اذا قال (العالم/رجل الدين/الكاتب..الخ) شيء فقد صدق او مثلا ان كلامه صحيح ولا يمكن تكذيبه , هنا يصبح الناس معاتيه واعداء انفسهم ومدافعين عن البطل
عموما اذا كنت على حق فلا تهتم لكلام الناس
وأصبحت الكثير من الخرافات الذي ينطقها رجال الدين.
من هم رجال الدين ؟
إن كنت تقصد أصحاب تفسير الأحلام و المواعظ و أصحاب الإعجاز العلمي المتكلفين و من تجمعهم عموما سمة إدراك الأشياء على وجه يخالف ما هي عليه أو إدراكها على وجه يخالف مراد الله منا فهنا يحق لنا أن نقول أن هؤلاء الناس شعبوية=أغراض لا نعلمها أكثر منها دينية = الحق و تكون الردود و عدم القبول في نطاق معرفي بحيث نقوم بتحليل الظاهرة و دراستها ثم استنتاج الرأي الصواب .
أما إن أردت برجال الدين الذي درس دراسة أكاديمية في علوم الشريعة و تعلم القرآن و السنة و علوم الآلة مثل دراسة الحديث سندا ومتنا و مثل اللغة و ماتحويها من فنون مثل علم معاني القرآن و علم دلالة الألفاظ على المعاني و علم النحو و الصرف و علوم أصول الفقه بما تحويه من علوم المنطق و القواعد الفقهية و علوم التفسير و علوم مقارنة الأديان و علوم الفقه المقارن و علوم التاريخ و غيرها من العلوم مثل المصالح المرسلة و التحسين و التقبيح العقلي و و غيرها الكثير التي أقيمت لها جامعات في كل أنحاء العالم سواء في دول مسلمة أو غير مسلمة و التي يصعب على الفرد الواحد أن يحيط بقدر كبير من هذه المناهل ......فإن أردت بمن أصبح عالما في هذا المجال وشاب رأسه في التعليم في الجامعات في هذه التخصصات برجال الدين الذين ينطقون بالخرافة فاعلم أنك مسكين مسكين مسكين .
لو قلت أن التوجهات السياسية لها التأثير على هؤلاء الناس لربما كان عندك وجه من الصواب و هنا ممكن المناقشة على شيء واقعي جدا .
لو قلت أن هذا العالم أو الشيخ بشر يخطئ و يصيب لكان في كلامك العام صواب و تصحيح الخطأ في أي علم من العلوم لا يكون من هواك .
لو قلت أن العالم ضعف من الناحية المادية و كانت له شذوذات فقهية لكان في كلامك بعض الصواب .
قل ما هو منطقي .....
و دعني أخبرك بشيء واضح جلي جدا على الإسلام:
الإسلام ليس النصرانية المحرفة التي عادت العلم في القرون الوسطى و أصبح من يتكلم على الدين الإسلامي يريد أن يلصق به زورا تلك السوداوية التي كانت ملتصقة بالنصرانية في تلك العصور حقا .
الإسلام جاء من رب الأرباب ليعبد وحده لا شريك له .
الإسلام جاء بصلة الأرحام ومساعدة الفقير و رفع الظلم و نصرة المظلوم .
الإسلام جاء بالنهي عن الفواحش من زنا و شذوذ وخمر .
الإسلام جاء رحمة للعالمين .
الإسلام جاء وأقر أحوال الأقوام السابقة التي لم تكن مخالفة لمراده من مأكل ومشرب ومعارف و اجتهاد ومعايش.
و دعني أخبرك شيئا مهما جدا جدا :
من لم تكن له الحصانة الفكرية بحيث لم يكن يعرف عن الإسلام إلا أن جده وأمه تصلي أو من تربى على نسق من الموروث الذي خلط بين الدين و ما أضيف للدين أو من كان يظن أن الدين بركة فقط....أرجع و أركز أنه من لم تكن له حصانة فكرية رزينة تلاقاها من قبل أن تفتح المعلوماتية على العرب -حيث أصبحت السهام موجهة و بصفة خيالية على الإسلام- .
فأصبح أصحاب الفكر البسيط المساكين و الذين لم يكوِّنوا مناعة فكرية و الذين راحوا يرتاعوا و ينهلوا من هذه التشكيكات التي تبنى على مغالطات منطقية كبيرة حربا على الإسلام .
بحيث أصبح الكثثثثثير الكثثير الذي يظن أنه تنبه و فاق من سبات الجهل و الإسلام أصبح يعتقد بل برمج بأن الدين مبني على أسس هشة و أنه يحارب الحريات و العقل و و و .....
و لهذا نجد الكثير منهم ذهب ليحارب الإسلام بطرق ملتوية و ينصر أيديولوجيات و مذاهب فكرية لا يعرف منها إلا أنها في القرن الواحد و العشرين و التي لو بحث عن حقيقتها لوجد أصلها يرجع لآلاف السنين ....
لا أقول لك إنها نظرية المؤامرة فأنا لست من مؤيديها و هي هشة بالطريقة التي يقدمها أصحابها .
و لا أقول لك إنها الماسونية و الشيطان و غيرها من الأمور التي أصبحت تساق بجهالة كبيرة للتصدي للحرب الهوجاء على الإسلام
بل أقول لك كما قال الله تعالى :
اقرأ.
و كما قال الله تعالى :
ن و القلم ومايسطرون .
و الله لا يقسم إلا بعظيم .
و في الأخير خذ هذه الآية :
ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون .
التعليقات