وهناك في بلاد الواق واق.. بينما كان الأغنياء في بروجٍ مشيدة.. ينعمون بحياةٍ مترفة ، كان الفقراء في الضفة الأخرى في قتالٍ شرسٍ مع الحياة ليبقوا على الحياة..

ودون أي مقدمات، ألمت بتلك البقعة قحطٌ شديد .. ودون سابق إنذار قرر الوالي حينها: لابدّ للفقراء أن يتقشفوا في أمور حياتهم .. وأن يعملوا ضعف ما كانوا يقومون به .. وأن يكتفوا بقليل القليل لينقذوا هذه الأرض التي لولاها لما بقينا على دين أباءنا وكنّا نسياً منسيا .. وفي نفس اللحظة مازال الأغنياء في بروجهم مُنّعَمِين لم يلاحظوا حتّى أنّ في البلاد قحط.

وعندها أخذت الصغيرة تردد على مسمع أمها قصيدة درويش..

ماذا جنينا نحن يا أماه

فمرةً نموت في الحياة

ومرةً نموت عند الموت.