أشياء كثيرة في حياتنا تستحق أن نُعيد النظر و التفكير فيها ..

بل ربما حياتنا كلها تحتاج إلى ذلك ! .. فكر معي ..

لماذا تستنزف المنظومة التعليمية قرابة ثمانية عشر عاماً أويزيد من الأعمار و الأوقات و الأموال منها فقط سبعة أعوام هي إجمالي عطلات منتصف و نهاية كل عام دراسي ؟

رغم أن بعض مراحل تلك المنظومة نخرج منها صفر اليدين اللهم إلا من القراءة و الكتابة ..

و رغم أن المحصلة النهائية لتلك السنين العجاف لوحة ورقية لا يعني الحصول عليها - في أغلب الأحيان - إلا رقماً زائداً في طابور العاطلين !

لماذا نتزوج حسب قيم و سلوكيات تجعل من تلك العلاقة الإنسانية السامية أشبه بعملية تجارية معقدة التفاصيل تستنزف موارد الطرفين و تثقل كاهل الشباب بالديون و تجعل الفتاة سلعة تُقارن بغيرها ممن دُفِع فيها ثمنٌ أكثر ؟

رغم أن البشر لا يستحيلون قيمة مادية بحال من الأحوال ..

لماذا نتكدس في مساحات ضيقة و نسكن في بنايات تشبه علب الكبريت في مساحة لا تزيد عن عُشر مساحة الأرض التي نملك بينما يحتكر النظام وحده حق ملكية باقي المساحة و حق تسعيرها و توزيعها و نهب خيراتها و هبتها لمن يشاء ؟!

أليست الأوطان و أرضها ملكاً للشعوب ؟ أم أن الأوطان ليست إلا الأنظمة ؟

أليست تلك المساحات الشاسعة من الأرض تكفي لتوزيعها على أضعاف الأعداد الموجودة من الشعوب البائسة التي تعالج شتى أنواع الفقر و المرض و الإحتياج ؟

من الذي أوهم الشعوب أن تغيير الأنظمة الظالمة لا يكون إلا عبر صناديق تلك الأنظمة التي تُشرف عليها و تحميها بالسلاح الذي تدفع ثمنه الشعوب ؟

كيف يكون التغيير للتخلص من المنظومة عبر المنظومة و داخلها ؟

لماذا نفكر كما أرادوا لنا أن نفكر و نعيش كما أرادوا لنا أن نعيش ؟

لماذا نقدس ما فرضوه علينا من منظومات و قيم و أنظمة راضين بها ندور في دائرتها دون أن نفكر .. هل نحن حقا أحياء ؟

أم لا قيمة لحياتنا ما دمنا ندور مع القطيع ؟

لا أعرف منهجاً لا يُعاد التفكير في القيم النابعة منه سوى منهج الإسلام

"" كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ""