عند الاستعداد للامتحانات أو المقابلات أو أي محطة مفصلية في الحياة، من الطبيعي أن نشعر بالقلق. القلق في حد ذاته ليس عدوًا، بل هو استجابة بيولوجية وجزء من آلية الدفاع الفطري في أجسامنا. ولكن السؤال الجوهري هو: متى يتحوّل هذا القلق من محفّز إلى عبء؟ الدكتور ياسر الحزيمي يوضّح ببساطة أن "الشدة والمدة" هما المعياران الرئيسيان للتفريق. فمن الطبيعي أن نتوتر قبل المقابلة بيوم أو اثنين، أما أن نعيش في حالة من الانزعاج والشلل النفسي قبلها بشهر، فهذا مؤشر يحتاج وقفة. وكذلك من الطبيعي أن نشعر بألم بسيط في المعدة أو اضطراب النوم قبل حدث مهم، لكن أن تفقد شهيتك أو قدرتك على التركيز والعمل لفترة طويلة بسبب فكرة مستقبلية، فهذا يتجاوز القلق الطبيعي.
القلق الطبيعي يدفعنا للاستعداد، لكن الخوف المرضي يسحبنا للخلف، ويقيد حركتنا في الحياة. طبيًا، القلق المرضي يبدأ عندما يؤثر على جودة الحياة اليومية، ويعطّل الأنشطة المعتادة. وهنا تكمن أهمية التوعية: هل نحن نمنح مشاعرنا المساحة الطبيعية لتأدية وظيفتها؟ أم أننا نضخم الحدث حتى نُسقط عليه مخاوف لا تخصه؟ هذا الموضوع ليس فقط طبيًا، بل هو إنساني أيضًا، لأنه يجعلنا نعيد التفكير في علاقتنا مع أنفسنا، ومع الضغوط من حولنا. والسؤال الذي يستحق النقاش: كيف يمكننا بناء مناعة نفسية تجعلنا نتعامل مع القلق كأداة، لا كعبء؟
التعليقات