كانت هذه السياسة تهدف إلى ترسيخ السيطرة الاستعمارية في العالم الإسلامي من خلال إضعاف الروابط الدينية وتقليل تأثير الإسلام في النفوس. جوهر الفكرة كان واضحًا: تخشى القوى الاستعمارية أن تشتد قوة الروح الإسلامية وتنهض ضدها يومًا ما. النموذج الذي يمكن التوقف عنده هو تصريح مستر جلادستون، رئيس الوزراء البريطاني خلال فترة حكم الملكة فيكتوريا، عندما قال صريحًا أمام مجلس العموم البريطاني إن وجود القرآن بين أيدي المصريين يشكل عقبة أمام استقرار المستعمرين. لذلك، ركز الاستعمار على محاربة الدين كمصدر قوة ونظام شامل للحياة. وضعوا سياسات تعليمية تقتصر على تقديم الإسلام كديانة تتعلق فقط بالعبادات والصلوات، وأهملوا تمامًا التعريف به كنظام اقتصادي واجتماعي، وكأساس للحكم والسياسة، وكمنهج للتربية والحياة العامة. من جانب آخر، عمدوا إلى تقديم الأفكار الغربية بكل صورها كبديل، مثل النظم الاقتصادية والاجتماعية التي يزعمون أنها "صالحة"، والدساتير المصقولة بتجاربهم السياسية، وحقوق الإنسان والديمقراطية التي ارتبطت بثوراتهم وبإنجازاتهم الفكرية. كل هذا كان جزءًا من خطة خبيثة تهدف إلى تشويه صورة الإسلام في عقول المسلمين لجعلهم ينفرون منه ويسعون وراء نماذج الغرب الحضارية المزعومة، حصرًا لتحقيق أهداف الاستعمار في بسط نفوذه واستقراره في تلك البلاد. التعليم كان الأداة الأهم في تنفيذ هذه السياسة، حيث بدلًا من تعزيز قوة الدين في النفوس، استخدم لنشر الشبهات وزرع أفكار مضللة صنعتها أقلام المستشرقين وخطط الصليبيين الأوروبيين لتحقيق أغراضهم الخفية.
سم الاستعمار
وحقوق الإنسان والديمقراطية التي ارتبطت بثوراتهم وبإنجازاتهم الفكرية.
لم تعد كما قبل، اليوم لا يمكننا أن نصدق من يدعي الانسانية ومن ينادي بحقوق الانسان، هذه أكاذيب لا أكثر، اليوم سياسة الكيل بمكيالين أو ازدواجية المعايير هي من تحكم العالم، لذا لا داعي من القلق عبدالله، حاضرنا وما يشهده العالم يكشف زيفهم
التعليقات