👹 

تحيط بمخيلتنا موجات تغير من نظرتنا لذواتنا و لما يحيط بذواتنا و لنفهم طبيعة هذه الموجات سأسميها عفاريت الذهن و من بين العفاريت الذهنية السلبية عفريت الواقعية و هذا ما يجب أن تثق به و لا تهمله و تستند عليه لأنه أقرب للحقيقة من غيره من العفاريت.

عندما تشعر بأنك أنجزت تتبدل قناعتك من الشعور بفرح لشعور يولد من أعماقك القهر و الحزن و البؤس بسبب تأثير عفريت السلبية الذي يربط بين إنجازك و إهمال من حولك لك فيجعلك تشعر بالمظلومية و الحسرة و بهذه الطريقة يسرق منك فرحتك و ينثر في مخيلتك الكثير من الظنون و الأوهام و الشكوك و لتتخلص منه ركز على قيمة الإنجاز و أهمل ما بعده و ما قبله.

عندما تحقق غاية من غاياتك يتضخم شعورك فيأتيك عفريت المبالغة فيشعرك بأنك حققت المراد الذي لم يحققه غيرك فينفخ ذاتك بطريقة تجعلك متعاليا و متفاخرا و متكبرا لا ترضى إلا بتقزيم من حولك و عملقة ذاتك فتخرج من أعماقك صفات غير بشرية كالغطرسة و الأنانية و العنجهية و الكبر و التعالي و الغرور فتؤذي نفسك بالإساءة إليها عن طريق الإساءة لغيرها و ما يجب فعله هو عدم إيهام نفسك بأنك حققت الغاية الكبرى فيوجد الكثير مما لم تقترب منه فلا تهمل هذه الحقيقة المحيطة بك.

عندما تشعر بأسى أو عندما تشعر بنشوة قرب منك عفريت الواقعية لتدرك بأن ما تشعر به مؤقت و المؤقت غير دائم و زائل و ما يتفكك يتركب مجددا لذلك ستحزن و ستفرح و ستغضب و سترضى و ستشعر بأنك عملاقا و ستشعر بأنك قزما لا تقف عند حد الشعور فهو زائل لا تبالغ و لا تعمم أنت مكافح و مقاوم تتقدم و تتراجع و هذه هي قيمتك الحقيقية التفاعل و عدم الاكتفاء بما وصلت إليه و بما حصلت عليه مع تقدير و تثمين ما أنجزته و عدم إهمال ما أنت مقدم عليه و متحرك إليه.

كلما

كنت

أقرب

للواقعية

كنت

قريبا

من

الحقيقة

☕️