دخل وسط زحمة السوق، الكل منشغل إما في البيع أو الشراء، ثم صاح بصوت عال يسمع من بعيد:

-إلاهكم تحت قدمي.

فالتف الجميع نحو مصدر الصوت، و الغضب يكتنف محياهم. فنظر في بعض الأعين ثم أكمل صارخا:

-إنني أكره الجق.

و أكمل بصوته العال المنغم بشيء من الاستهزاء:

-إنني رجل أحب الفتنة.

و ما أكمل كلامه حضر رجال الأمن و همو به الى القاضي، فسأله الأخير:

  • ويحك، ماك تصيح أمام الناس الاهكم تحت قدمي؟

-فتقدم الرجل خطوة نحو القاض هادئا مبتسما و قال:

  • رأيت أناسا يعبدون المال، فرميته أرضا و دست عليه بقدمي حتى يعرقون قدره.

ثم سأل القاضي عن كرهه للحق، فقال الرجل:

  • أليست الموت حق؟

ابستم القاضي... وأكمل الرجل:

-أنا رجل يكره الموت.

ثم سأله القاضي عن ادعائه حب الفتنة. فرد الرجل الحكيم:

  • أليست الأولاد فتنة، فأنا والله أحبهم.