و أنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي فإذا بي أرى منشور لإحدى الصفحات يتضمن صورة لزي التخرج المعروف في الدرسات العليا و تحته العبارة التالية : " هههه من يرتدي هذا اللباس يظن نفسه شيء مهم و سيعمل ب 3 مليون "

استوقفتني العبارة فبدأت مجموعة من الأسئلة تتقاذفها الأمواج في ذهني .

لماذا نربط الشواهد العلمية بالجانب المادي ؟ هل حقا الشواهد العلمية تمكنك من ربح أموال كبيرة؟ مالذي يجعلك تدرس كل تلك السنوات للحصول على تلك الشواهد؟ هل هو تحقيق حلم أم هدف حياة أم أن الأمر مرتبط بالقيمة المادية ؟

و العديد من الأسئلة فحاولت أن أناقش الموضوع مع نفسي أولا ثم مع بعض الأصدقاء لأخلص في الأخير إلى هذه المستنتجات :

1- الشواهد العلمية لم تكن ولن تكون طريق استحقاق ربح مالي كبيرة و يجب على الجميع أن يدرك ذلك و بالتالي فربط الشهادة العلمية بالربح الذي ستذره عليك أكبر خطأ يقع فيه العديد من الناس و منهم صاحب المنشور المذكور في البداية.

2-إذا كان هدفك هو الربح المالي و تحقيق الملايين و الملايير فهناك طريق واحد لذلك لا غير " التجارة" نعم التجارة هي المسلك الوحيد لذلك و التجارة أساسا ترتكز على بيع أو تأجير سلعة أو خدمة و بالتالي إذا كان هدفك هي الأموال الضخمة ما عليك إلا أن تتجه إلا شراء سلعة و بيعها و هنا ستحتاج رأس مال أو تتجه لتعلم مهارة من أجل بيعها أي لا حاجة لأي شواهد عليمية و إنما الأساس هو أن تمتلك الشيء المبيع سواء أكان سلعة أو مهارة.

3- إن الحصول على الشواهد العلمية ليس مرتبط دائما بالجانب المادي لذلك فالشخص عندما يدرس سنوات كثيرة للحصول على تلك الشواهد ليس رغبة في الحصول على أموال كثيرة فلوا كان الهدف ذلك فاليتجه للتجارة المكان الحقيقي للأموال أما العلم لا يقاس بالمعيار المادي بل له مكانة معنوية فمنذ متى رأيت العلماء ذوي العلم الحقيقي أغنياء بالأموال لكن في الجهة المقابلة تجد من يماسون التجارة هم أصحال الأموال فالأستاذ و القاضي و المهندس و الفقيه و المحاسب مثلا عندما إختارو أن يصبحوا في هذه المهن و حصلوا على تلك الشواهد العلمية التي تخول لهم تلك المهنة ليس هدفهم الحصول على الملايين و إنما تحقيق أهدافهم و أحلامهم التي يطمحون لها فكفانا ربطا لكل شيء بالجانب المادي.

4 - للعلم قيمة لا تقاس بالأموال.

5- كارثة هذا العصر هي ربط كل شيء بالجانب المادي أصبح المعيار المادي هو المحكم الأساسي لقيمة الشيء.