بسم الله الرحمن الرحيم

مياه البحر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

نحن نعيش في كوكب يغطّي معظمه المياه ولكن معظم هذه المياه هي مياه البحار والمحيطات المالحة، ولقد بدأت بعض الأنهار بالجفاف حول العالم، مما يضطرنا للالتفات إلى مياه البحر للعمل على تصفيتها وتحليتها, لتوفير المياه للأعداد المتزايدة من البشر. ولكن هذا الأمر له مخاطر على البيئة، ولأجل ذلك يجب تخصيص ميزانيات ضخمة لتحسين عمليات التصفية والتحلية وتطويرها وجعلها صديقة للبيئة قدر المستطاع، فقد يجدون العلماء طريقة ما للاستفادة من الأملاح الناتجة من عملية تحلية مياه البحر بدل تركها تضر بالبيئة، عن طريق استهلاكها بطريقة نافعة وغير ضارّة.

وحاجة الناس للمياه تكون للشرب وللريّ وللصرف الصحي ولأمور أخرى، وتزداد بتزايد أعداد الناس، مما جعل أهمية المياه تزداد أكثر فأكثر، وقد يكون في الجفاف الحاصل في مياه الأنهار في عدة أماكن حول العالم، إنذار بخطورة الأمر، وكيف يمكن أن يأثّر نقص المياه إلى مشاكل عظيمة للشعوب والدول، وقد يكون هناك بعض الدول قد امتنعت أو توقفت عن الزراعة خشية نفاد ما لديها من مياه جوفية، ولهذا فيجب أن تبدأ الدول بالالتفات إلى مياه البحر، والتركيز على عمليات تصفية وتحلية مياه البحر لتطويرها وتحسينها أو اختراع طرق أخرى لتصفية وتحلية مياه البحر تكون صديقة للبيئة.

إن الناس هم أشبه برجل لديه قطعان لا حصر لها من الأغنام ولكن حدث وأن أصابها مرض غريب ولم يعد تناول لحومها آمن، فلم يعد أمامه سوى صرف الغالي والرخيص لمعالجة أغنامه وإلّا فقد ثروته العظيمة كلها إما بنفوقها أو بقائها لديه ولكنها لم تعد صالحة للأكل. وكذلك الأمر بالنسبة للناس فهم يعيشون في كوكب مليء بمياه غير صالحة للاستخدام، وإن لم يستطيعوا الاستفادة من هذه المياه بالطرق الأمثل فقد يحدث وأن يموتوا الناس بسبب الجفاف، فيكونوا الناس حينها كمن وجد جبال من الذهب في وسط الصحراء وكان قد نفد منه الطعام والشراب ولم يجد حيلة للعودة إلى البلاد فمات عطشاً فوق جبال من الذهب لأنه لم يستطع أن يستفيد منها وهو لوحده في وسط الصحراء.

ولهذا يجب أن تعطي الدول موضوع المياه حقّه من الاهتمام لأجل أنفسهم وحاضرهم ولأجل الأجيال القادمة إن شاء الله... هذا والله أعلم.