سيطرة نظام التفاهة على الأكاديمي والمعرفة الاكاديمية

نظام التفاهة وتسليع المعرفة هي مسألة مثارة للنقاش في مجال الأكاديميا والمعرفة الأكاديمية. تتفاوت آراء الناس حول هذا الموضوع، وقد يكون لديك وجهة نظر محددة بالفعل. هل تميل إلى رؤية نظام التفاهة وتسليع المعرفة كمشكلة حقيقية في المجال الأكاديمي؟ وما هي الأدلة أو الأمثلة التي تدعم وجهة نظرك؟

يصعب إطلاق حكم كهذا دون إلمام بالدور الذي تلعبه الشركات في الجامعات وحدود هذه العلاقة. فهل هناك مزيد من التفاصيل حول فكرة آلان دونو وما يقصده بالضبط؟

قد أرى من وجهة نظري أن للشركات دور جد محوري في تقدم العلم, فأبحاث الأدوية مثلا جد مكلفة, يتم إنفاق ملايين الدولارات على بحوث أدوية قد تنجح وقد لا تنجح, وهذه الأبحاث تقودها شركات الأدوية وليس منظمات حكومية, لأنه لو ترك الأمر للحكومة فإن الباحثين سيعملون بمنطق الموظف الذي يحصل على راتبه بآخر الشهر سواء اشتغل أم لم يشتغل, عكس لو كان يعمل في نظام شركة, ولهذا السبب فكل الأدوية اليوم ومختلف اللوازم الطبية طورت من طرف شركات غربية, ويمكن أن نسقط هذا المثال على بقية التكنولوجيات والاستكشافات ذات الأهمية البالغة للبشرية, فكلها صادرة من شركات.

أتفق مع هذه الرؤية فيما يتعلق تحديداً بعلاقة الشركات بالجامعات. ربما علاقة الشركات بمجالات أخرى مختلفة نسبياً، لكن معظم الشركات التي تهدف إلى الربح بالدرجة الأولى، لا يهمها الارتقاء بالمعرفة بقدر اهتمامها بتحقيق غاياتها التجارية الربحية. بناء على ذلك، فإن تمويلها للجامعات والمنح وخلافها من باب الدعاية وتحقيق مآرب لا علاقة لها بنشر المعرفة وتطويرها غالباً.

من ناحية أخرى لا أضع كل الشركات في سلة واحدة، فلا بد من وجود رواد أعمال يمولون المشاريع المعرفية على اختلافها، من منطلق وعيهم الثقافي والفكري، ورغبتهم في النهوض بالمجتمع في المقام الأول - لكنهم نادرون دون شك.