يقول ياسر الحزيمي في محاضرته كيف تنجح العلاقات ان الإنسان بلا عداوات هو انسان بلا مبادئ
فهل يجب أن نظهر مبادئنا دائماً؟ ام نخفيها خوفاً من سفاهة المقابل؟
هنالك مباديء يا مينا لا يمكن المساومة بها ولا يمكن التنازل عنها، هذه المباديء هي ما تندرج تحت بند الأخلاق ومكارمها، لكن في المقابل هنالك مباديء عرضة للتغيير مع مرور الزمن، ربما هذه المباديء قد تكون غير صحيحة أو اننا اكتشفنا بأنها لا تناسبنا وأنه حان الوقت للتخلي عتها كوننا خضنا الكثير من التجارب المختلفة التي جعلتنا ندرك بإننا على خطأ.
مثلًا سأخبرك عني، كنت لا أؤمن البتّه بإضافة صورة لبروفايلي الخاص بالعمل، وأن هذا من مبادئي لا يمكنني العدول عنه، ولكن مع الوقت اكتشفت اهمية هذا الأمر وأن صورة الموظف قد تحدث فرقًا سواء في العمل أو في العلاقات وهكذا مينا. لذا قررت من هذا الموقف، المبادي التي أشعر بأنها عرضة للتغيير لا يجب عليّ أن أظهرها للآخرين.
ان الإنسان بلا عداوات هو انسان بلا مبادئ
كل إنسان يتحدث وفقا لتجاربه يا مينا، فالدكتور ياسر الحزيمي يقص علينا تجربته في دراسة العلاقات وما توصل إليه، لكن ذلك لا يعني أنه مبدأ قابل للتعميم على جميع البشر، الإنسان بلا عداوات قد يكون بلا مبادئ وقد يكون إنعزاليا لدرجة أنه لا يختلط بالناس، أو أنه يتحاشى التعامل معهم، أو أنه إنتقائي أي يخالط الطيبين فقط فلا يصح أن نعمم تلك المقولة بأنه بلا مبادئ.
فهل يجب أن نظهر مبادئنا دائماً؟ ام نخفيها خوفاً من سفاهة المقابل؟
عبارة رسخت في ذاكرتي، بأنّ علاج الجاهل تجاهله، والمضي في الطريق وكأنه غير موجود، تخيلي معي أنك في الطريق بسيارتك ثم أحد المارة مستهزئا بقلة أدب تحدث إليك! هل توقفين السيارة وتنزلين إليه وتثبتي له بأنك إنسانة ذات مبادئ ولا ترضين بهذه المعاملة منه، أم تتجاهلينه وتمضين في سبيلك، الأولى ستتأذين منه وتضيعين وقتك معه، والثاني ستلزمينه حده بأنه جزاءه هو التجاهل.
كذلك نحن في علاقاتنا مع من حولنا نحن لسنا بحاجة لأن نثبت أنفسنا لأحد، نحن لم نخلق لهذا، فلنعش مع الناس الطيبة فهم ذو مبادئ.
لا نعيش لنظهر مبادئنا لأحد، بل نعيش بالمبادئ ونموت عليها.
قد يكون المعنى مغلوطًا في هذه الحالة. فأنا بالتأكيد لن أكون سعيدًا عندما يكوني إخفائي لمبادئي له دور في المشاركة في جريمة ما مثلًا. لكن في المقابل، أنا من أنصار فكرة عدم الفرض، خصوصًا فيما يتعلّق بالمبادئ. فأنا لا أرغب على الإطلاق في أن أفرض أفكار على الآخرين. وبالتالي أوافق على الفكرة ما دامت في الحيّز المحتمل، في إطار نقاشات أو تعبيرات عن آراء.. إلخ. لكن بالنسبة للقضايا التي ستكون أكبر من ذلك، وقد لا أحترم نفسي عند المشاركة فيها ولو بالصمت، فبالتأكيد لا.
التعليقات