💡

لماذا ذاكرتنا لا تتذكر كل شيء!؟

بذاكرتنا نستطيع أن نتذكر حدث من بين أحداث نسيناها لكن لماذا يحدث ذلك!؟

🔦 

طبيعتنا مزدوجة فنحن ما بين نوع و نقيضه بين يقظة و نوم و حركة و سكون و مشهد مادي و مشهد ذهني و ذاكرة و مخيلة و بين ما نلمسه و ما نشعر به و ما نتمناه و نخاف منه لكن ما سر هذه العلاقة الثنائية الازدواجية!؟

🔬 

إذا ركزت حواسنا على شيء أهملت شيء آخر و لن تركز على ما أهملته إلا بإهمال ما اهتمت به سابقا فالأمام يتحول للخلف و الخلف يتحول للأمام بالتحيز لجهة محددة و اتجاه محدد.

🖊 

مداركنا لا تحيط بكل التفاصيل لذلك أبدعنا طرق لتقليل هذا النقص و من الطرق التي أبدعناها أخذ من كل شيء شيء و تحويل الكثير من الأشياء لشيء واحد يجمعها فعصرنا و صهرنا و دمجنا و مزجنا و خلطنا الماهيات ببعضها لكن مع ذلك أهملنا الكثير من الأشياء.

🔦 

طبيعتنا ما بين اتصال و انفصال و وصل و فصل و صلة و قطع و انجذاب و نفور و إقدام و تراجع هذه العلاقة جعلت ذاكرتنا تتبدل من تفصيل إلى تفصيل آخر يختلف عن الأول فلاحظنا أن ما في المشاهد الطبيعية يتغير و مهما أحطنا بالمشهد لن نعرف كل التفاصيل سنعرف أن تفاصيل المشهد الطبيعي تتغير لحظيا.

🔬 

نتيجة لعدم قدرتنا على إحاطة كل شيء بمداركنا ركزنا على الأشياء العامة كالفصل السنوي و اليوم و الوقت و التاريخ و العمر و الأسم و الطقس فتعلمنا أن نختصر الكثير بالقليل فالرمال المتراكمة أحطنا بها بأسم الجبل.

🖊

بسبب عجزنا عن إحصاء كل التفاصيل عوضنا ذلك بكثرة الكتابة و التأليف و الكلام و القصص و الحكايات و الإبداعات التي تغلف و تحفظ ما أبدعناه و أنجزناه.

🔦

تخيل أن تدمج بشيء ثم تنفصل عنه ثم تدمج بغيره فتنفصل عما دمجت به إلى ما لا نهاية ما الذي ستتذكره!؟ ستتذكر ما يتكرر و هو الاندماج و الانفصال و التغير فقط و هذا ما جعل ذاكرتنا تعكس لقطات و ومضات و نبضات و آثار و أحداث بارزة من بين أحداث مبهمة.

🔬

أدمغتنا تتذكر ما شكل شخصياتنا الأحداث المهمة و البارزة و المؤلمة و الشاقة و العظيمة و الفظيعة لكن ما قبلها و ما بعدها و ما يكمن فيها مبهم و غامض و مظلم و مائع و متموج.

🖊

لمقاومة هذا العجز الطبيعي اخترعنا الأقلام و الأوراق و الألوان و الكاميرات و أبدعنا المسارح و الأفلام و الكتب و الروايات و القصص و الحكايات و السيناريوهات و رسمنا على الجدران فكثرت الاكاذيب و الخرافات و البدائل و الابداعات و تعددت و تنوعت المجالات و اختلطت الخرافات بالحقائق و الأوهام بالوقائع.

🔦

ذاكرتنا مائعة بسبب أننا نتخيل لحظة التذكر فنمزج حدث بحدث آخر و نخلط تفاصيل بتفاصيل أخرى فتتبدل الأحداث و الألوان و المواقف بمزج أشياء حدثت بأشياء تخيلناها فتتغير المعالم و الآثار و الحقيقة فتتشكل الأساطير و الأكاذيب و الخرافات بما أضفناه على ما تذكرناه بسبب نسيان ما قبل و بعد ما لم ننساه.

💡 

ذاكرتنا 

تتحول 

لنشاط 

كيميائي 

و 

أدوات هذا النشاط الكيميائي متوفرة في مخيلتنا و هذا هو أصل النسيان.