الفناء الحتمي الذي نال من كلِ الذين سبقونا ، و سيأتي دورنا بطبيعة الحالة فهذه سنة الله في خلقه ، ثم الانسان و شبح الموت يلاحقه في كل حين يريد ان يشعر براحة عميقة تنسيه مصيره المحتوم و من اعظم تجليات هذا المسعى استطاع الانسان اختراع الكاميرا (هو اختراع يرجع الى العالم المسلم العربي الحسن ابن الهيثم ، فقد سمية بكاميرا نسبة الى قمرة بالعربية ) .

فصار يوثق في لحظات مروره بهاته المعمورة توثيقا شديد فلا يكاد يمر يوم واحد الا و يجد لنفسه عشرات الصور و الفيديوهات ثم ان اردت ان اتكلم عن العالم و مظاهره فترى بأن كل الاجهزة و الوسائط التواصلية بدورها تزخرف هاته الفعلة و تضيف اليها صخب يزيل جمودها الحقيقي .

الانسان حقا يائس ان حاول مماطلة تصديق وجوده في هاته الحياة ، فهاهو قد نجح بسرقة لحظات من حياته ظنّا منه انه دائم الوجود في رغبة مخفية لا يعلمها و لكن مشاعر داخلية تحركه بلا وعي الى ذلك ، ثم بعد تلك السرقة ها هو قد جعل تلك اللحظة اي الصورة بما تحمله من اسباب في التقاطها و احداثها الى صورة ابدية كلما نظر اليها راح يهيم بفكره الى ذلك الزمن و هو يبتسم على انجازه العظيم .

فما حاول الحفاظ عليه في بادئ الامر و شبه نجاحه في ذلك قد سبب اليه اسوء فشل ممكن ان يدركه و للاسف لا يستطيع احد سلبه لحظته بالعظمة و المجد باي كلمة الا التي لن يسمعها و لكن سيعيشها الا و هي الموت .