منذ فجر التاريخ ... يحاول الانسان ان يمتلك ذلك العبد القادر علي تلبيه جميع رغباته بمجرد اشاره ... و علي ما اظن فإن اكثر الفترات التي استطاع فيها الانسان تحقيق ذلك هي الان!
فمن منا لا يمتلك جهاز كمبيوتر شخصي او محمول مع هاتف ذكي او لوحي ... ان لم يكن يمتلك الاربعه او اكتر! كل هذا لذات السبب الذي لم يتغير منذ عقود مديده ... تحقيق الرفاهية باقل مجهود.
من سيد الموقف ؟!
إن صح التعبير ... فيمكننا ان نطلق علي تلك الاجهزة التي تخدم مصالحنا وتحقق رفاهيتنا اسم (العبيد الالكترونيين !) ... قد يكون مسمي غريب ولكنه منطقي ... شئ ما يحقق لك ما تريد دون ان يلفظ ! او يمتلك حق التلفظ ! او حتي التفكير في التلفظ !
لكن في واقعنا الحالي ... اجد العكس صحيحا ! فاجد ذلك الرجل الذي يمنع ابنائه وحتي نفسه من استخدام جهاز الكمبيوتر المتواجد في منزله "عشان ما يبوظش" ! ... وذلك الفتي الذي يقلل مستوي اضائة شاشة هاتفه حتي الصفر ... فقط للحفاظ علي شاشه الهاتف وبطاريته ! ولا اعلم من ماذا حتي الان ! ... وتلك الام التي تدخل حجره ابنها حتي يغلق "اللاب توب " الخاص به صارخة: "كفايه ساعة واحدة ... الجهاز هيسخن ويتحرق ... اطفيه يرتاح شوية "
في هذه الحالات اتأكد تماما اننا نحن العبيد وليست تلك الاجهزة ... فعندما لا تستمتع بخواص الاجهزة الخاصه بك خوفا عليها من التلف ... وان تحرص علي راحتها كل الحرص ويكأنها فلذه كبدك! ... فعذرا يا صديقي ... انت لا تتحكم في التكنولوجيا بل هي من تتحكم فيك!
الفقر ... الجهل ... مواكبه التطور
الرغبه في مواكبه التطور وامتلاك (عبداً اليكترونياً) حديثاً وعصرياً ... مع الجهل بعلوم (العبيد) وانواعهم وامكانياتهم ... وضيق ذات اليد ... هنا ... تتجلي المشكله الاتيه في ابهي صورها !
موظف حكومي يمتلك ما يزيد عن قوت يومه واولاده بقليل ... يريد الا يُشعر اولاده بذلك الحرمان الذي يكرهه ... فيذهب لذلك الاسطورة المدعو (مهندس كمبيوتر) –بالمناسبه في مصر اي شخص يستطيع استخدام الكمبيوتر بشكل جيد يطلق عليه مهندس كمبيوتر مع ان وظيفة مهندس الكمبيوتر بالتأكيد ليست شراء وتجميع الاجهزة- ويسأله ذلك السؤال الشهير "انا عايز جهاز محترم ... اجيبه وانساه خالص ... يكلفني كام؟" فيرد ذلك (المهندس) بتلقائيه "ثلاثة الاف جنيه" فيعطيه موظفنا المسكين المال الذي ادخره لأعوام ليذهب لاولاده بذلك (العبد) الذي ليس له مثيل! ليُفاجئ بإن اولاده لا يستطيعون اللعب عليه كمان كان يرغب ويتمني ... فهو لا يعلم انه جهاز ذو امكانيات متواضعه وغير مناسب لاحتياجات اولاده ... فيخلد للنوم خائب الامال !
لماذا اتيت بهم اذا ؟
اذا شعرت بان مقدمة المقال منفصله عن المقال نفسه, او لم تعيرها اهتماما من الاصل ... فاقرأها مرة اخري ... فهي محور مشكلتنا الاولي!
لماذا صُنعت تلك الاجهزة اصلا؟ أليس لتلبيه بعض رغبات الانسان واحتياجاته؟ لماذا اذن تنفق الاف الجنيهات علي (عبيد ) لا تستغلهم؟
فلن تنصهر بطارية هاتفك في يدك اذا جعلت اضائته مريحه بالنسبه لعينيك ... ولن ينفجر "اللاب توب" فوق ساقيك اذا استمر في العمل لاكثر من ساعه ! فلم تصُنع تلك الاجهزة حتي تكون تحفه اثريه او زينة تزين بها مكتب حجرتك ... صُنعت لتستخدم وفق امكانياتها وقدراتها ... استغل قدرات (عبيدك) بالشكل الذي يلبي احتياجاتك ويرضيك ... فلا تخف ... عاجلا ام اجلا سيتلف ذلك الهاتف الذي تحمله ويصبح بلا قيمه ... استمتع به قبل فوات الاوان !
نظريه السعر مقابل الاداء
اما عند شرائك لجهاز جديد ... فتيقن ان ما قيمته 100 لا يساوي ابدا ما قيمته 500 - مع ملاحظة انه ليس بالضرورة ان يكون الاغلي سعرا هو الانسب لاحتياجاتك - ... ولا تتوقع عند شرائك (Galaxy Ace) ان ينافس (Galaxy Note 3 ) واضعاف السعر هنا بالتأكيد ستشكل فرقا في الاداء ...
لا تقلق ... فالشركات المصنعة تعلم تماما انك تريد الاستمتاع بشاشة لمس كبيرة ولكنك لا تملك الخمس الاف جنيه لشراء احدث ما لديها ... فستوفر لك الشركات بديلا مقبولا في حدود ما تستطيع ان تنفق انت ... فقط حدد ماذا تريد وكم من المال تستطيع ان تنفق ... وسوف تجد ما يلبي احتياجاتك.
اخيرا ... كن منطقيا
ومع ذلك ... فما قرأت لتوك لا يعني ان الاستخدام الكثيف للاجهزة لا يؤثر عليها و علي ادائها ... وان لها عمراً افتراضياً لا تتخطاه في الاغلب ... فلا تترك "اللاب توب" يعمل لساعات تحت اشعة الشمس مباشرة وتتعجب اذا ما احترقت دوائره ! ولا تتوقع ان تلعب Subway Surfers)) علي هاتفك بعد سقوطه من شرفه منزلك! وإن كان مضادا للصدمات او حتي الرصاص !!
لكل جهاز استخداماته التي صُنع من اجلها ... فلن يُعد لك جهازك اللوحي فنجان قهوتك الصباحي ! ... ولكنه لن يتلف من استخدامك لوظائفه الطبيعية ... فكن منطقياً تري الوجود جميلا ! :D
التعليقات