بينما كانت روحي مجبورة لم تُكسر اقتحمت تلك الفتاةُ حياتي بكل إرادتها لتعوث في قلبي فساداً

وبعد أن اقتحمت حياتي من جديد لم يطاوعني قلبي على الاقتراب خوفاً أن تغرس بصدري سهماً كما فعلَتها منذ زمن ففقدت يومها شيئاً من روحي فبقيت ملتزماً صمتاً أقاوم شوقي ولا أقوى على الاقتراب و ذات يوم تمردت على صمتها وأعلنت الجرأة و أقبلت ترتدي ريش ديكٍ على جلد ثعلب وقد أحاطت مكراً و بيتت أمراً و نوت لدمي هدراً لتقول لي مالك لا تأمننا على قلبك و إنا له لعاشقون...أرسله معنا غداً يرتع و يلعب و إنا له لحافظون فأجبت في خوف و تردد إني ليحزنني أن تذهبي به فيأكله الشوق وأنتم عنه غافلون قالت لئن أكلهُ الشوق منا أنا و قلبي و نحن له عاشقون و لسعادته طامحون له إنا إذاً لخاسرون غير أني خشيت من طعنة جديدة منها كما فعلت منذ زمن وقلت لها لن تذهبي بقلبي حتى تؤتيني موثقاً من الله لتحفظينه ولا تخذليه إلا أن يحاط بكِ فتهلكين فاعطتني عهوداً و مواثيق يشيب من عظمتها رأس الوليد حتى أيقنت أن قلبي لن يُخذل معها فاطمأنت لها روحي و ملَّكتُها قلبي و ارسلته معها و كلي أمل أن لا تخذلني من جديد وليتني لم أفعل...💔 فلما أن ذهبت بقلبي و أجمعت أن ترميه في غيابة الجُب أوحى إليَّ حدسي أنني سأنبها بأمرها هذا يوماً وهي لا تشعر أنني أعلم مكرها و نيتها غير أن إخوة يوسف كانوا أرحم لأخيهم منها لي فقد جاءوا على قميص أخيهم بدمٍ كذب و رموه بعيداً بسلام و ذبحوا إحد الخراف ليكون حجةً لهم أما هي فكانت جريمتها أشنع فقد طعنت قلبي و رمتهُ في غيابة الجُب شهيداً لتأتي حاملةً قميص قلبي ملطخاً بدمي لتبرر غدرها قائلةً أكلهُ الشوق و نحن عنه غافلون بعد أن لعبت بذلك القلب البرئ و تسلت به طيله الوقت و خدعته بكلامها و أوهمته بوعودٍ كاذبة أنها ستحافظ عليه كروحها للأبد لكن وعودها كانت أكذب من وعود المنافقين... و حين جاءتني بالخبر قلت يا أسفى على قلبي و ابيضت عيناي من الحزن فأصبحت كظيم و حين قال يعقوب لبنيه يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه ولا تيأسوا.. كلفت نفسي مهمة البحث عن قلبي و عن من أحبها لأنشدها البقاء و أتوسل منها عدم الرحيل بعد أن علقت روحي بها وبعد كل تلك العهود والمواثيق من الله عز و جل و بينما كان قلبي هناك في قعر البئر جريحاً ينزف يصارع الموت من طعنتها كنت أنا أحاول التمسك فيها أكثر من محاولتي التمسك بحياة قلبي الذي طعنته بيدها غدراً و ظلماً فتمسكت بها حتى احترقت روحي و أهلمت قلبي الذي نزف بسبب غدرها حتى صار ميتاً على قيد الحياة لكن أخوة يوسف كانوا أحسن منها حين ندمو على فعلتهم وقال كبيرهم ألا تعلمون أن أباكم قد أخذ عليكم موووووووووثقققققاً من الله فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين أما هي فقد نسيت كل العهود والمواثيق التي قطعناها على بعضنا معاً فحاولت باكياً أن أذكرها بتلك المواثيق والعهود فأنكرتها و تبرأت منها ومني ومن كل شئ عشناه معاً دون شفقةٍ أو رحمة لتتركني ميتاً على قيد الحياة لكن عزائي أن قافلة العزيز ستأتي لتبشرني بمعزة الله لي و ذلهِ لها ستمضي هذه الأيام العجاف ليعقبها يوم الغوث حين تكون بيدي خزائن الحب فتأتي طالبةً رحمتي و عطفي قائلة إنا نراك من المحسنين حينها سأذكرها قائلاً هل علمتي ما فعلتي بقلبي و بي يوم أن غدرتي؟!! فتقول في دهشةٍ أأنت هو؟!!! فأقول لها نعم أنا من خدعتيه و غدرتي به وهذا قلبي قد منَّ الله علينا و جاء بك بعد أن عاقبك بغدرك لي و أخرجك نادمةً ذليلة يومها ستطلب مني أن أستغفر لها و أشفع لها عند قلبي الذي لعبت به و علقت بها وبعد أن ملت منه غدرته و تركته وحيداً باكياً يومها ستتوسل إليَّ أن يسامحها قلبي ولكن حينها سيكون الجواب الذي تستحقه فقد أكون يوسفيَ التسامح و أقول لها لا تثريب عليك اليوم يغفر القلب لتقتربي من جديد و قد أكون حينها جثة على قيد الحياة بعد كل الذي فعلته بي فلا أرحم حتى نفسي... أحببتها كحب يعقوب لابنه يوسف فغدرتني كغدر إخوته له...💔💔💔