أعزائي الثوار...!

أما بعد وأما قبل وأيان كل شيء ومنتصفه...

أنتم أعمق من هذه الصورة التي يتداولها الجميع الآن، أشدُ قوة من الذي يكتب عنكم، تتماشى اللامبالاة بداخلكم، أما الخوفُ فقد أخذ إجازةً أبدية ولن يعود لكم خوفاً منكم.

حين وجدت من يُدعى "البرهان واتباعه" يبتسمون بعد أن أمسكوا "شهداء" وطنٍ عزيز، لم يبتسموا فرحاً بل ابتسموا توديعاً لأنهم بعد ما حدث سيدركون أن معنى الاستيقاظ نوم آخر، وأن اليوم والسنة مُجرّد أرقام وأسماء لا قيمة لها، وأنّ التعب والوجع والفقد الذي زار بيوتنا سيكون بمثابة إهانة السنين له ومن شابهه،

سيتمنون فقط أن يعيشوا، ولكنهم سينهضون كل يومٍ من م صَوْت جديد...!

أعزائي الذين أتمنى أن لا يصيبهم أذى...!

ما حدث يُعَدّ تضحيةً عمياء منكم لا تعي شيئاً حين يلهو الباطل أمامها، تضحيةً قُدمت على حساب مشاعركم التي سُحقت بنارٍ مع أول ط لِقْت سقط فيها ابن أحدهم شهيداً.

أصحاب الرص، لص

هم لن يقفوا ويصفقوا لكم بحرارة على أخ راقكم لذاتهم وقت لكم لكيانهم، ولكنهم قليلو العدد وصفقاتهم...! سيسمعها إبليسهم فقط، أما من جانبٍ آخر فهناك شعبٌ كامل يضحك فرحاً ويشعر بالقشعريرة كلما شاهد فيديوهات الثورة والاعتصامات، ذلك الشعب الطيب الذي وإن أحسّ بذرةِ انتصارٍ بكى وكبّر! سيمضي بكم العمر وتكتشفون أنكم قدمتم الكثير ولم تشعروا! وهناك يكمن حب هذه الأرض...

وقفتم علي هاوية مرتفعة بما يكفي لتدركوا قوة الاصطدام! ولكن لم يهمكم أن تصبحوا أشخاصا مثيرين للاهتمام، لم تفكروا في ما قد يفعله هؤلاء...

نحن شعبٌ أقل من العادي! وإن كان هناك أقل فليكن، ك_نوع من أنواع اللاوجود،! اللاشيء!... منفيون من هذا العالم الباهت إلا أننا نادرون رغماً عن كل شخص

نحنُ الذين نتباهى رغم الانكسار، نرقص رغم الألم ولا وجود للكبرياء المقدس، نضحك رغم الوجع، شعبٌ أبيٌّ لن يرضى ولن يصمت حتى تتحقق العدالة...

فقط العدالة الكاملة.

___________