يقول ألبرت أينشتاين: “القليل من الناس قادرون على التعبير برباطة جأشٍ عن آراء تختلف عن الأحكام المسبقة الصادرة من بيئتهم الاجتماعية . بينما مُعظم الناس عاجزون حتى عن تشكيل هذه الآراء .

كثيرًا منّا قد يُغير رأيه ، كي لا يكون مختلفًا عن رأي الأغلبية مع أنه على قناعة تامة بأن رأيه صحيحًا ، لكن هل سألت نفسك لماذا نمتثل لرأي الآخرين ؟

علماء النفس وضحوا أن السبب في ذلك هو ما يُسمى بنظرية الامتثال الاجتماعي .

في عام 1951 الطبيب النفسي والرائد في علم النفس الإجتماعي سلومون آش ( Solomon Asch ) ، قام بعمل إختبارات لقياس مدى إستعداد الناس للإمتثال لرأي الأغلبية ، عُرفت فيما بعد نظريه سلمون أش.

حيث قام بجلب مجموعة تتكون من ثماني طلاب جامعيين في مختبر بكلية سوارثمور ، كلهم ممثلين أي أنهم متحالفين مع القائم بالتجربة ويعرفون الهدف الحقيقي من الإختبار باستثناء " شخص واحد " ، فبالطبع هذا الشخص المشارك سيجلس في الأخير أو قبل الأخير .

سلمون آتش سألهم أي خط من الخطوط الثلاثة في بطاقة (Test Card ) يُطابق تمامًا طول الخط الموجود على البطاقة اليسرى (Standard Card)

أتفق القائمون على التجربة مع المتحالفين مُسبقا بأن يقدموا إجابة خاطئة نفسها ، كان المشارك الحقيقي قد دُهش من إجابتهم مع أن الفروقات في أطوال الخطوط كانت واضحة ويُمكن تمييزها . ، لكن المشارك الحقيقي جاوب مثلهم .

تكررت المهمة عدة مرات مع بطاقات مختلفة ، أي تقريبًا 18 مرة للمهمة .

وجد آش أن معدل الامتثال بلغ 32% أي أن المشاركين اتفقوا مع الأغلبية عند تبنيها الإجابة الخاطئة في ما يُقارب ثُلث المُحاولات

إذًا على ماذا تنص النظرية ؟

هو أن الشخص يرى أن الأخرين يتصرفون خطأً في موقف ما، ثم يتبعهم بالرغم من تيقنه من خطأ موقفهم

لكن لماذا يمتثل المشاركون بهذه السهولة ؟

علماء النفس فسروا ذلك لسببين :

1- هناك أشخاصُا يعتقدون فعلًا أنهم على خطأ أم الأخرين هم على صواب .

2 - هناك أشخاصًا يعلمون أنهم على صواب ولكنه يعتقد يجب أن يذهب مع رأي الأغلبية تفاديًا للحرج وأن لا يكون منبوذًا .

أذكر موقفًا عندما كان هناك سؤالا قد واجهني أثناء مناقشة اسئلة إختبار مع دكتور المادة، ومع أنني كنت متأكد من إجابتي حول سؤالا ما ، إلا أنني اعتمدت إجابة أصدقائي التي كانت تختلف عن إجابتي وأخطأت مثلهم في الإجابة عن هذا السؤال .

أنت هل قمت بتغير رأيك حول شيء ما مع أنك مُقتنع أن إجابتك صحيحة ؟